الامراض المعدية
اقدم لكم اليوم موسوعة شاملة عن معظم الامراض المعدية وهى موسوعة متجددة باذن الله وسوف اقدم فيها تعريف المرض وطرق العدوى وطرق الوقاية حتى نستطيع باذن الله تجنب المرض وقانا الله واياكم شر الامراض ومتعنا جميعا بالصحة والعافية .امين
نبدا بالانفلونزا العدوى الاكثر شيوعا فى العلم والتى يعانى منها الملايين برغم انها موسمية
الأنفلونزا
الأنفلونزا فيروس شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي، وينتشر من شخص للآخر بواسطة رذاذ العطس والسعال. بمقارنة الأنفلونزا بمعظم إصابات الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى كالزكام (الرشح) نجد أن أعراض الإصابة بالأنفلونزا تكون شديدة جدا.
عدوى الأنفلونزا موسمية، فعادة يتم انتشار العدوى في فصل الشتاء وتستمر عدة أسابيع. وتصيب ما يقدر بـ 100 مليون إنسان في أمريكا، أوروبا، واليابان (تقريبا 10% من السكان). بالإضافة إلى منع الملايين من الناس من مزاولة أعمالهم أو الذهاب إلى مدارسهم، فالأنفلونزا تسبب موت 20000 شخص، وعدد أكبر من ذلك يتم تنويمهم في المستشفيات، ويقدر أن 20-25 مليون شخص يقومون بزيارة الأطباء سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الأنفلونزا.
الانتشار الوبائي العالمي للأنفلونزا يحدث بشكل غير متوقع، عادة كل 10-40 سنة، ويتم إصابة 50% من السكان مخلفة ملايين الموتى على مستوى العالم. في السابق حدثت موجات انتشار وبائي عالمي في سنوات 1889-1890 و 1899-1990 و 1918 و 1957-58 و 1968-69. الانتشار الوبائي العالمي الذي حدث عام 1918 تسبب في موت 20-40 مليون شخص على مستوى العالم. بعد هذه الكارثة العالمية نشطت البحوث وتم اكتشاف الفيروس عام 1933.
يحدث الانتشار الوبائي لفيروس الأنفلونزا بسبب قدرته السريعة على التغير. فعند حدوث تغيير بسيط على الفيروس يبقى جزء كبير من الناس محتفظين بالمناعة له. ولكن بحدوث تغيير جذري للفيروس والذي من الممكن أن يؤدي لظهور سلالة جديدة ليس لها مناعة لدى البشر يبدأ خطر الانتشار العالمي. لذلك يتم مراقبة نشاط فيروس الأنفلونزا عالميا بواسطة منظمة الصحة العالمية عن طريق 110 مركز مراقبة للأنفلونزا في 80 دولة. هذه المراكز مجتمعة تمثل النظام العالمي لمراقبة الأنفلونزا والذي يضمن تجميع معلومات عن الفيروس وانتشاره وفحص عينات لتحديد خصائصه. ويتم استخدام هذه المعلومات لتحديد المكونات السنوية للقاح الأنفلونزا بواسطة منظمة الصحة العالمية، والتي تنصح بإعطائه لمجموعات معينة من الناس المعرضة لخطر أكبر عند الإصابة بالفيروس مثل كبار السن (أكبر من 65 سنة) والمصابين بأمراض صدرية مثل الربو.
فيروس الأنفلونزا
فيروسات الأنفلونزا تقسم إلى 3 أنواع وتسمى أنفلونزا (أ) ، (ب) و (ج) أو influenza A, B, and C. النوعين (أ) و (ب) يسببا الانتشار الموسمي للعدوى في فصل الشتاء. بالإضافة لإصابة الإنسان، يصيب النوع (أ) الخنازير، الخيول، والعديد من الطيور. النوع (ب) عادة يصيب الإنسان فقط. أما النوع (ج) يختلف عن النوعين الآخرين من عدة جوانب أهمها طبيعة العدوى للجهاز التنفسي، فهو إما أن يسبب أعراض بسيطة أو لا بوجد له أعراض بتاتا، ولا يسبب انتشار وبائي.
فيروسات الأنفلونزا لها القدرة على التغير المستمر. وهذا التغير المستمر يمكن الفيروس من تجنب جهاز المناعة البشري وبالتالي نتعرض للإصابة بالأنفلونزا على مدى الحياة. وهذا يتم بالطريقة التالية: عند الإصابة بفيروس الأنفلونزا يقوم جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة نوعية للفيروس الحالي؛ بتغير خصائص الفيروس لا تستطيع الأجسام المضادة القديمة التعرف على الفيروس الجديد وبالتالي تتم الإصابة الجديدة. بالطبع الأجسام المضادة القديمة لا تزال لها القدرة على توفير مناعة جزئية ضد الفيروس، وذلك حسب نوعية التغيير الذي يتم على الفيروس.
كيف ينتقل الفيروس؟
ينتقل الفيروس من شخص لآخر بواسطة رذاذ العطس والسعال. يتم استنشاق الفيروس عن طريق الأنف أو الفم ويصل لخلايا الجهاز التنفسي التي يبدأ فيها التكاثر. بإمكان الفيروس أيضا دخول الجسم البشري عن طريق الأغشية المخاطية للأنف والفم أو العين أيضا.
يستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالي 24-48 ساعة وتستمر القدرة على نشر الفيروس إلى اليوم الثالث أو الرابع بعد ظهور الأعراض. بغض النظر عن طبيعة بعض الأعراض المرضية للأنفلونزا والتي تصيب جميع أجزاء الجسم، فلم يتم الكشف عن وجود للفيروس خارج نطاق الجهاز التنفسي.
أعراض الإصابة بالأنفلونزا
عادة تبدأ الأعراض بشكل فجائي (عادة يتذكر الشخص الوقت الذي بدأت عنده الأعراض المرضية) ولا تكون محصورة على الجهاز التنفسي. بمقارنة الأنفلونزا بمعظم إصابات الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى كالزكام (الرشح) نجد أن أعراض الإصابة بالأنفلونزا تكون شديدة جدا.
أعراض الأنفلونزا التقليدية تشمل:
صداع، قشعريرة، وسعال جاف
حمى (38-41 درجة) خصوصا عند الأطفال. ترتفع درجة الحرارة بسرعة خلال الـ 24 ساعة الأولى وربما تستمر لمدة أسبوع
آلام عضلية. ربما تشمل جميع عضلات الجسم، ولكنها تتركز في الرجلين وأسفل الظهر
آلام شديدة في المفاصل
ألم أو حرقان في العينين عند النظر للضوء
عند انحسار الأعراض العامة تبدأ أعراض الجهاز التنفسي مثل ألم الحلق والسعال الذي يستمر لمدة أسبوعين
عادة تزول أعراض المرض الحادة بعد 5 أيام ويتعافى معظم المرضى خلال أسبوع أو أسبوعين
عند قلة من المصابين تستمر أعراض مثل الإرهاق الشديد و الكسل أو التراخي لعدة أسابيع مسببة صعوبة في العودة لممارسة الحياة الطبيعية والعمل. السبب في ذلك غير معروف
في الأطفال أقل من 5 سنوات تتركز الأعراض عادة في المعدة بالإضافة للجهاز التنفسي مع وجود قيئ، إسهال، و ألم في البطن. وربما تصيبهم تشنجات بسبب الحمى (الارتفاع الشديد في درجة الحرارة)
علاج الأنفلونزا (فاكسين الأنفلونزا):
يمكن تجنب الإصابة بمرض الأنفلونزا وحدوث نسب للوفيات من جرائها يالتطعيم السنوى لها. وفاكسين الأنفلونزا يوصى به خصيصاً لهؤلاء ممن لديهم احتمالية عالية للتعرض لمضاعفات المرض عند الإصابة بعدواها، ويصنف هؤلاء الأشخاص فى المجموعات التالية:
- كبار السن من 65 عاماً ومايزيد على هذه السن.
- كل شخص يعانى من أمراض القلب المزمنة (أى فئة عمرية).
- مرضى الرئة.
- مرضى الكلى.
- مرضى السكر.
- مرضى الجهاز المناعى.
- مرضى الأنيميا الحادة.
- الأطفال والمراهقون الذين يتناولون جرعات الأسبرين على المدى الطويل ومن ثُّم تزيد لديهم احتمالية الإصابة بعرض راى (Reye syndrome) بعد مهاجمة فيروس الأنفلونزا لجهازهم المناعى.
- والمجموعة الأخرى التى يوصى لها بلقاح الأنفلونزا من يقومون بتقديم الرعاية الطبية للأمراض المزمنة لأى فئة عمرية سواء فى المنزل أو المراكز الطبية أو متطوعين (أى شخص له اتصال بمريض المرض المزمن).
وعلى الرغم من هذه التوصيات الخاصة بالتطعيمات السنوية ضد فيروسات الأنفلونزا كانت منذ فترة طويلة إلا أنه مازال يوجد الكثيرون الذين لا يلتفتون لهذه التوصيات ولا للجرعات الوقائية .. لأن هناك اعتقاد خاطىء بأن فاكسين الأنفلونزا يسبب آثاراً جانبية أو أنه يسبب الإصابة بالمرض نفسه.
والحقيقة هو أن فاكسين الأنفلونزا لا يسبب أية آثار جانبية عند غالبية الأشخاص إلا فى حالات نادرة يسبب حساسية عند الأشخاص التى لديها حساسية شديدة من البيض، حيث أن الفيروسات المستخدمة فى الفاكسين تنمو فى بيض الدجاج ولهذا السبب فإن الأشخاص التى تعانى من حساسية البيض لا يجب أن تطعم بفاكسين الأنفلونزا وأيضاً لا يوصى بأخذ فاكسين الأنفلونزا للأشخاص أثناء الإصابة بعدوى الأنفلونزا أو بعدوى الجهاز العصبى.
وأقل من ثلث الأشخاص التى تطعم بفاكسين الأنفلونزا تعانى من احتقان فى الجلد مكان التطعيم وحوالى 5-10% يعانون من آثار جانبية ليست حادة مثل الصداع - حرارة بسيطة لمدة يوم بعد التطعيم .. وتحدث هذه الآثار الجانبية غالباً للأشخاص التى لم تتعرض للإصابة بفيروس الأنفلونزا فى الماضى. ومع ذلك فإن هناك بعض الكبار ممن يتذكرون بعض الآثار الجانبية لفاكسينات الأنفلونزا التى توصل إليها العلماء قديماً وخاصة فى الفترة ما بين الأربعينات حتى منتصف الستينات لم تكن بدرجة نقاء عالية مثل الفاكسينات الحديثة وكنتيجة لذلك أتت غالبية الآثار الجانبية.
ومن أعراض هذه الآثار التى ارتبطت باللقاحات القديمة: سخونة - صداع - ألم فى العضلات - إرهاق أو إجهاد وهى تتشابه مع أعراض الأنفلونزا نفسها، ومن ثُّم اعتقد الأشخاص أن الفاكسين يسبب الإصابة بالأنفلونزا نفسها.
واللقاح الذى تم التوصل إليه حتى وقتنا الحالى يحتوى على فيروسات غير حية للأنفلونزا والتى لا تسبب العدوى مطلقاً، إلا انه تم التوصل للقاح يحتوى على فيروسات حية وسيتم تسويقه فى المستقبل لتقوية مناعة الجسم بدون أن يسبب أعراض الأنفلونزا.
وقد لا يلجا الشخص إلى أخذ فاكسين الأنفلونزا لاعتقاده بعدم فاعليته حيث توجد أسباب عديدة لمثل هذا الاعتقاد: وهو أن الشخص الذى يأخذ ااتطعيم قد يصاب بتعب يفسر على أنه الإصابة بمرض الأنفلونزا نفسه ويأتى الاعتقاد من عدم نجاح هذا الفاكسين من الوقاية من الأنفلونزا. وفى بعض الحالات الأخرى أن الشخص قد يأخذ الفاكسين أثناء إصابته بعدوى الأنفلونزا. والفاعلية الإجمالية للقاح تختلف من عام لآخر وهذا يعتمد على درجة التشابه بين أنواع الفيروسات الموجودة فى اللقاح وعلى النوع أو الأنواع المنتشرة فى الموسم بعينه. ولأن لقاح الأنفلونزا لابد من اختياره ما بين 9-10 اشهر قبل موسم الأنفلونزا، وبما أن فيروسات الأنفلونزا تتغير بمرور الوقت وقد تحدث هذه التغيرات ما بين فترة اختيار اللقاح وانتهاء موسم الأنفلونزا التالى .. فإن فاعلية هذه اللقاحات تقل حيث تضعف قدرتها على تكوين الأجسام المضادة لهذه الفيروسات المتغيرة حديثاً.
كما أن فاعلية اللقاح تختلف من شخص لآخر حيث أظهرت الدراسات أن استجابة الشباب أو صغار السن لهذا اللقاح تتراوح ما بين 70-90% وتحول دون الإصابة بالأنفلونزا.
أما كبار السن والمرضى بحالات مزمنة يكون اللقاح أقل فاعلية لتجنب الإصابة بالأنفلونزا ولا يتعدى أكثر من كونه مثبط لمضاعفات المرض عند الإصابة به أو الوفاة.
وأظهرت الدراسات أن الفاكسين يقلل من اللجوء إلى المستشفيات عند إصابة كبار السن بفيروس الأنفلونزا بنسبة 70% والوفيات بنسبة 85%.
أما فى دور الرعاية فتقل نسب التحويل للمستشفيات بنسبة 5(% أو الإصابة بالالتهاب الرئوى إلى 60% ونسبة الوفيات من 75-80%. وعلى الرغم من التغير المستمر فى فيروسات الأنفلونزا والتى تختلف عن تلك المستخدمة فى الفاكسين الأمر الذى يقلل من فاعليته وخاصة عملية منع الإصابة بها .. إلا أنه على الأقل يخفف من حدة الأعراض ويمنع التعرض لتداعيات المرض ومن ثُّم الوفاة.
لماذا يجب التطعيم بلقاح الأنفلونزا سنوياً؟
على الرغم من أن فيروسات الأنفلونزا المختلفة التى توجد فى الموسم الواحد قليلة، فلا يوجد موسم من مواسمها لا يعانى منها كل شخص تقريباً والسبب فى ذلك التغير المستمر فى أنواع الفيروسات وهذا بدوره يأتى نتيجة لتغير جينات الفيروسات.
وما يوجد الآن ثلاثة أنواع مختلفة من سلالة الفيروسات، ويحتوى الفاكسين على الفيروسات التى تمثل كل سلالة. كل عام يطور هذا الفاكسين ليحتوى على السلالة الحديثة من الفيروسات والتى تظهر فى كل موسم جديد .. ويوجد سببان وراء التطعيم سنوياً بفاكسين الأنفلونزا: السبب الأول التغير المستمر فى فيروسات الأنفلونزا والسبب الثانى هو أن الأجسام المضادة تقل بمرور الوقت ومعدلاتها تصبح منخفضة بعد عام من التطعيم.
متى يتم أخذ فاكسين الأنفلونزا؟
من الممكن أن ينشط فيروس الأنفلونزا فى أى وقت من العام، إلا أن الموسم الأكثر شيوعاً يكون ما بين نوفمبر وحتى شهر أبريل ثم يقل نشاط الفيروسات حتى شهر ديسمبر، ودورة النشاط تعود من جديد مابين يناير ومارس. لذا ينبغى أخذ فاكسين الأنفلونزا ما بين سبتمبر حتى منتصف نوفمبر والوقت المثالى لبرامج التطعيمات للأشخاص التى تكون عرضة لمضاعفات المرض يكون عادة ما بين أكتوبر حتى منتصف نوفمبر. ومن أجل بدء وظيفة الأجسام المضادة لتوفير الحماية يستغرق ذلك من أسبوع لأسبوعين بعد أخذ التطعيم.
* وعن فئات الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات مرض الأنفلونزا:
1- كبار السن بدءاً من 65 عاماً ومايزيد عن هذا العمر.
2- مقدم الرعاية، وهو أى شخص يصاحب أو يقدم رعاية للحالات المرضية المزمنة لأى مرحلة عمرية.
3- البالغون أوالأطفال الذين يعانون من اضطرابات مزمنة فى الرئة أو القلب بمافيهم الأطفال المصابين بأزمات الربو.
4- كبار أو صغار السن ممن يحتاجون متابعة طبية دورية نتيجة الإصابة بأمراض مرتبطة بالتمثيل الغذائى مثل مرض السكر، اختلال فى ظائف الكلى، اضطرابات فى الهيموجلوبين، ضعف فى المناعة قد تسببها إحدى الأدوية.
5- الأطفال والمراهقون (من سن ستة أشهر حتى 18 عاماً) ممن يأخذون جرعات أسبرين على المدى الطويل حيث يكونون عرضة للإصابة "بعرض راى - Reye's Syndrome" بعد الإصابة بالأنفلونزا.
6- وهناك بعض الدلائل التى تشير إلى أن المرأة الحامل فى المرحلة الثالثة من الحمل تكون عرضة للإصابة باضطرابات خطيرة بعد عدوى الأنفلونزا، لكن ينبغى عليها استشارة الطبيب المختص أولاً عن إمكانية أخذ تطعيم ضد الأنفلونزا أم لا - لكنه ممنوع فى الثلاث أشهر الأولى من الحمل.
7- بالإضافة إلى الأشخاص التى تم ذكرها ويتحتم عليها أخذ فاكسن (لقاح) ضد الأنفلونزا، فهناك آخرون لا يكونون عرضة للإصابة بمخاطر عديدة من جراء عدوى فيروس الأنفلونزا وإنما يكونون وسط خصب لنقل العدوى للفئات السابقة ومنهم: الأطباء - القائمون على التمريض - أو أى شخص يقدم الرعاية الطبية فى مكان متخصص مثل المستشفيات أو المنزل.
وفى النهاية، يمكن القول بأن فاكسين الأنفلونزا يمكن أن يأخذه أى شخص يريد أن يقلل من مخاطر التعرض للعدوى بالأنفلونزا وهذا ينطيق على من يقومون بالخدمات التطوعية فى مجتمعاتهم لتقليل فرص انتشار المرض، كما أن الطلاب فى المدارس من الهام والضرورى لهم أخذ التطعيمات الوقائية لأن المدرسة موطن خصب لنمو وانتقال العدوى بفيروس الأنفلونزا. وإذا لم يتاح للشخص كافة المعلومات عن التطعيمات الوقائية لفيروس الأنفلونزا فيمكنه سؤال الطبيب المتخصص.
الزكام او النشلة
ما هو الزكام أو النشلة !؟
الزكام coryza أو النشلة أو ما تعرف بالرشح ( وخطأ بالأنفلونزا flu ) ، أو البرد العام common cold هي التهاب المجاري التنفسية العلوية URT ، وهي أهم مرض يصيب الأطفال على الإطلاق ، حيث يتعرض الطفل إلى 3-8 إصابات سنوياً ، وهي أهم سبب طبي لغياب الأطفال عن مدارسهم ، حيث تسبب آلاف الغيابات والانقطاعات سنوياً ، ويصرف عليها وعلى علاجها ملايين الدنانير .
متى تحصل النشلة !؟
النشلة هي مرض الشتاء والخريف ، صحيح أنه لم يثبت من الناحية العلمية أن انخفاض الحرارة يمكن أن يقلل مقاومة الجسم ، ومن ثم زيادة حالات النشلة ، ولكن الملاحظة العملية تكاد تحصر النشلة في الشتاء ، وخاصة في بدايته ونهايته ، أي لدى تغير الطقس .
ما هي العوامل التي تساعد على انتشار المرض !؟
هناك مجموعة عوامل منها :
الازدحام : فكل ازدحام في المدارس والبيوت والمستشفيات ورياض الأطفال وحتى عيادات الأطباء
( وخاصة إذا طالت مدة الانتظار ، وكانت العيادات ضيقة وغير نظيفة وغير مهواة ) يزيد من نسبة انتقال المرض من طفل مريض أو من أحد مرافقيه إلى طفل آخر أو أكثر .
الفقر وسوء التغذية : وما يرافقها من نقص المناعة تعرض أجسام الأطفال للنشلة وغيرها من الأمراض.
تلوث جو غرفة الطفل بدخان السجائر وغيره من الملوثات يزيد قابلية الطفل للإصابة .
عوامل نفسية ومعنوية أخرى : مثل الصدمات النفسية للأطفال يمكن أن تزيد قابليتهم لهذا المرض وغيره.
ما هي أسباب النشلة !؟
النشلة هي مرض فيروسي أصلاً ، وهناك أكثر من مائتي فيروس يمكن أن تسبب المرض ، ولكل فيروس عشرات الزمر الفيروسية المنبثقة عنه ، ومن هنا كانت الصعوبة في إيجاد لقاحات لكل هذا الكم الهائل من الفيروسات .
------------------------
هل النشلة مرض معدٍ !؟
الجواب نعم طبعاً ، فهي شديدة العدوى وخاصة باللمس المباشر
ما هي طرق العدوى وانتقال المرض ؟
التنفس : حيث ينتقل الفيروس عبر هواء الزفير من شخص مريض إلى آخر سليم ( من هنا قلنا بأن الجلوس في أماكن مزدحمة ، وخاصة إذا وجد أشخاص مدخنون ) هي من أهم طرق انتقال المرض .
العطاس والسعال : حيث ينتقل الفيروس مع الرذاذ المتطاير إلى الأطفال القريبين .
اللمس المباشر والتقبيل : من هنا يجب منع استخدام حاجات الشخص المريض ومنع مصافحته وتقبيله .
ما هي أعراض وعلامات النشلة ؟
فترة حضانة المرض تمتد من 2-5 أيام وقد تصل إلى أسبوع ، والأعراض تختلف حسب عمر الطفل :
ففي الأطفال الكبار مثلاً : يكون تخرش الأنف مع حكة البلعوم من أبكر الأعراض ، وغالباً ما يتشكل إحساس لدى الطفل بأنه على وشك أن يصاب بالمرض ، بعد ساعات يبدأ الأنف بإفراز ضائعات discharges رقيقة ، ثم يبدأ العطاس .
ولو فحصنا الطفل في هذه المرحلة لوجدنا عنده : حرارة خفيفة إلى متوسطة ، مع تقرح الحلق ، وتهيج في ملتحمتي العينين … هذا في اليوم الأول ، أما في اليومين الثاني والثالث ، فتتحول إفرازات الأنف إلى ثخينة وقيحية ، ويتطور لديه صداع وإعياء وتعب عام ، ويفقد الطفل شهيته للطعام ، ويحب الخلود إلى الراحة ، ولا غرابة أن يشكو الطفل من سعال جاف ليلي سببه ارتداد إفرازات الأنف إلى القصبات أثناء النوم ، ثم لا تلبث الأعراض أن تتراجع إلى أن تختفي في غضون 5-7 أيام .
أما في الأطفال الصغار والرضع : فأهم عرض هو الحرارة التي قد تكون شديدة إلى حد الاختلاج أو
( الشمرة ، التشنج ) convulsion وغالباً ما يكون الطفل متهيج irritaable وغير مرتاح restless قليل النوم والرضاعة ، والتفسير واضح جدا فالطفل عندما يغلق أنفه بالنشلة يرفض الغذاء ويبحث عن الهواء .
ومن الأعراض المهمة في الأطفال الصغار التقيؤ الذي يلي السعال أحيانا ، حيث يتخلص الطفل من الإفرازات التي كان قد ابتلعها .
------------------
هل هناك مضاعفات للنشلة !؟
أغلب حالات النشلة تنتهي بدون مخاطر عند الأطفال الأصحاء الذين ترعاهم أمهات واعيات ، أما الأطفال قليلي التغذية والمناعة والعناية الصحية فلا غرابة أن تتطور حالاتهم إلى إحدى المضاعفات المعروفة ، مثل: التهاب الأذن الوسطى ، وذات الرئة والقصبات ، وربما الربو القصبي ، وبدرجة أقل التهاب الجيوب الأنفية.
هل هناك من علاج للنشلة !؟
من المؤكد أن الأهل يطالبون الطبيب بإجراء سريع لوقف معاناتهم هم قبل معاناة أطفالهم المرضى ، وغالبا ما يفصحون عن رغبتهم في وصف الأدوية ، هذا إذا لم يكونوا قد وصفوها بأنفسهم وجلبوها معهم إلى الطبيب من الصيدلية المجاورة لمنزلهم ، أو من بقايا الأدوية الموجودة في ثلاجتهم ، فلقد أحصى الأطباء أكثر من ثمانمائة مادة دوائية ، كانت قد استخدمت في أرجاء المعمورة لعلاج هذه الحالة البسيطة .!!!
-------------------
لكن هل هذا هو التصرف الصحيح والسليم من قبل الأهل !؟
وإذا كان الجواب لا ، وهو كذلك بالطبع ، فما هو دور الأهل بالتحديد !؟
إن دور الأهل الأساسي هو في منع حصول المرض أصلا ، فالرسول الكريم محمد (ص) يقول :
(( درهم وقاية خيرُ من قنطار علاج )) ، وذلك بالاعتناء بصحة الطفل وتغذيته ، وعدم التواجد في الأماكن المغلقة والمزدحمة وغير النظيفة وغير الصحية حتى لو كانت عيادة طبيب مشهور ، وأن لا يدخنوا أو يسمحوا للمدخنين بدخول غرفته ، وأن لا يسمحوا للأهل والأصدقاء المرضى بحمله وتقبيله ، وأن لا يتسرعوا بإعطاء الأدوية إلا باستشارة طبيب حاذق ومخلص ، فالعلم لوحده لا يكفي ما لم يكن محصنا بمخافة الله ، وكذلك الإخلاص وحده لا يحل المشكلة مع طبيب جاهل .!!!
وما هو دور الطبيب الحاذق المخلص !؟
أن يشخص الحالة المرضية بشكل دقيق ، وأن يصف العلاج المناسب ، الذي يحقق النفع ولا يسبب الضرر ، مثل : الدواء المخفض للحرارة ، الذي يخفض الحرارة ويسكن الألم ، ونؤكد هنا على تجنب استخدام أسبرين الأطفال في مثل هذه الحالة ، لأنه قد يسبب أذية دماغية إذا تزامن مع فيروس الانفلونزا .!
ونشجع إعطاء مغلي البابونج أو الشاي الخفيف المطعم بالليمون والمحلى بالعسل الطبيعي ، فهو سائل محقق الفائدة ، مستساغ الطعم ، ويكاد يخلو من أية آثار ضارة .
كما نشجع إعطاء السوائل الخفيفة الدافئة ، كالشوربات وغيرها ، فهي مغذية ولطيفة ..
أما ما عدا هذا القدر المتفق عليه ، مثل إعطاء المضادات الحيوية ، ومضادات الحساسية ، ومزيلات الاحتقان ، ومضادات السعال ، والمقويات ، والفيتامينات ، فهذه أمور يقدرها الطبيب الحاذق المخلص ، والأصل فيها الإقلال لا الإسراف …
مع تمنياتنا لأطفالنا الأعزاء بالصحة الدائمة
---------------------------------------------
انفلونزا الطيور
ما معنى انفلونزا الطيور؟
تنقسم فيروسات الإنفلونزا المسؤولة عن الزكام إلى أنواع مختلفة A و B و C أغلبها هو النوع A الذي ينقسم إلى 15 صنف H و تسعة أصناف N، حيث يتسبب الصنفان H5 و H7 في حالات مرضية تؤدي إلى الوفاة بنسبة 90 إلى 100 بالمائة. و تصيب هذه الأنفلونزا جميع أنواع الطيور تقريبا، و ينتقل الفيروس بين الحيوانات عن طريق العدوى بالاتصال المباشر عبر التنفس أو البراز، أو بطريقة غير مباشرة عبر التعرض إلى مواد تحمل الفيروس كالماء و الأغذية و الأدوات و الألبسة التي يستعملها المربون والعمال. وتحمل غالبا الطيور البرية سلالات من الفيروس دون أن تظهر عليها أية أعراض، لكن اتصال هذه الطيور المهاجرة بالدواجن هو السبب في ظهور المرض وانتشار الوباء، و يمكن كذلك أن تنتقل العدوى إلى أنواع حيوانية أخرى كالخنزير.
فيروس انفلونزا الطيور
وقد ظهر فيروس أنفلونزا الطيور لأول مرة في هونج كونج سنة 1997 وخلف موت ستة أشخاص ثم عاد بعد ذلك في سنة 2003 مسببا عدة ضحايا في آسيا بالخصوص ، ولا زالت وسائل الإعلام تطلعنا على أخباره إلى اليوم . فأغلب البلدان المتضررة هي الدول الأسيوية، حيث حصل انتقال الفيروس إلى الإنسان في فيثنام و تايلاند و كامبوديا و أندونيسيا. و رغم ذلك فإن منظمة الصحة العالمية لا تطالب باختزال الأسفار إلى المناطق المتضررة لكنها تملي بعض الاحتياطات.
هل ينتقل هذا الفيروس من الحيوانات إلى الإنسان؟
يمكن للفيروس من النوع A و الصنف (N1/ H5) أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان مثلما حدث في آسيا، و كذلك في هولندا بواسطة الصنف (N7/ H7) ، و تتم العدوى عندما يكون الاتصال بهذه الحيوانات كبيرا و ممتدا و متكررا كما هو الشأن بالنسبة للعالمين في الميدان أو من لهم علاقة به كالمربين و التقنيين و الأطباء البيطريين و فرق التطهير.
هل ينتقل الفيروس من إنسان لآخر؟
لا يوجد دليل على انتقال الصنف N1/ H5 من إنسان لآخر، ولكن يوجد اشتباه في بعض الحالات القليلة، لكن حصول وباء عام يتطلب طفرة في فيروس انفلونزا الطيور تجعل منه فيروسا ممرضا و في نفس الوقت منتقلا بين البشر أيضا، و يمكن أن يحصل هذا في إنسان عنده إصابة مسبقة بفيروس الأنفلونزا البشرية بعدما يلحق به فيروس انفلونزا الطيور في نفس الشخص، ثم يتم تبادل المادة الوراثية بين النوعين، هنا يكون الاحتمال واردا لتوليد فيروس هجين قادر على إحداث الوباء عند البشر أيضا، و يمكن لهذه التعديلات الوراثية أن تحدث تلقائيا في شخص ما دون أن يكون قد أصيب مسبقا بفيروس الأنفلونزا البشري. ولذلك فإن منظمة الصحة العالمية أعلنت في 2003 أننا في حالة ما قبل الوباء ويمكن أن ننتقل إلى مرحلة الوباء العام عند تمكن الفيروس من الانتقال بين البشر.
ما هي أعراض الأنفلونزا و كيف يحصل الوباء العام؟
من بين أعراض الأنفلونزا نذكر ما يلي (راجع أيضا):
ظهور مفاجئ في بضع ساعات أو اقل من ساعة
حمى وارتعاش
سعال وآلام في الرأس
تعب ودعث ( وجع وتكسر في الجسد )
أما بالنسبة للوباء العام فهو يحدث بعد مدة حضانة الفيروس و التي تستمر إلى أسبوع، ثم ينتقل المرض إلى المرحلة العادية أو المرض التافه ( حرارة الجسم أكثر من 38 درجة و الألم في الحنجرة و العضلات ومشاكل التنفس كالكحة)، و لكن سرعان ما يتطور المرض و تتطور أعراضه بظهور مشاكل كالتنفس الصعب . تأتي بعد ذلك المرحلة التي تتغير فيها شدة و طبيعة الفيروس الجديد حيث يكمن خطره في اختلاط المصابين به بملايين المصابين بالزكام الفصلي الذي غالبا ما يحدث للبشر في فصل الشتاء، فهنا يصعب رصد هذه العناصر المصابة بالفيروس الجديد، وفي هذه الحالة لا يكشف عن الفيروس إلا إذا كانت هناك تحاليل سريعة و مطورة أو مستشفيات متطورة و متخصصة تكشف عن هذه الحالات الجديدة.
هل يوجد لقاح للبشر؟
إن اللقاح الخاص بأنفلونزا فصل الشتاء لا يخول الحماية من أنفلونزا الطيور أو من الفيروسات الناتجة عن الطفرات، و يعمل الأخصائيون على تحضير لقاح ضد الصنف N1 H5 ، لكن في حالة الوباء العام فإن هذا اللقاح لن يكون فعالا إلا إذا كان الفيروس الجديد قريبا من هذا الصنف. و لذلك فإن اللقاح الناجع هو الذي يحضر بعد معرفة الفيروس الجديد، ثم يظهر بعد مرور أربعة إلى ستة أشهر حسب الأخصائيين.
هل يوجد علاج وقائي أو شفائي عند الإنسان؟
هناك قسمان من الأدوية:
مضادات البروتين الفيروسي M2 والتي تقاوم فيروسات الأنفلونزا A لكنها تتميز بأعراض جانبية كمشاكل في الكلى و الكبد و الأعصاب، كما أن الفيروسات تطور المقاومة ضد هذه المضادات بسرعة.
مثبطات أنزيم نيورامينداز
neuraminidase inhibitors
: مثل عقار تاميفلو Tamiflu
وهي ناجعة في اختزال شدة و مدة الأعراض إذا استعملت في اليومين الأولى لظهور الأعراض (خلال 48 ساعة وكلما كان ذلك أسرع كلما كانت النتائج أفضل)، وتمكن أيضا من الوقاية من الفيروس في حال استخدامها قبل الإصابة ، و بذلك فإن هذا الدواء هو الصالح في حالة انتشار الوباء العام خصوصا و أن استعماله سهل.
أما المضادات البكتيرية فليس لها تأثير على فيروسات الوباء، لأنها خاصة بمقاومة البكتيريا لا الفيروسات، إلا أنها يمكن أن تنفع في حالة اصطحاب المرض الفيروسي أو لمنع حدوث عدوى بكتيرية.
هل هناك احتمال للعدوى عند استهلاك الطيور و البيض؟
يكون انتقال الفيروس عبر الهواء، أما العدوى عن طريق استهلاك لحوم الحيوانات المصابة فإن احتمالها ضعيف و مهمل، لأن تأثير الفيروس يندثر مع الحرارة أكثر من 60 درجة لمدة 5 دقائق و لدقيقة واحدة فقط تحت حرارة 100 درجة، و من جهة أخرى فإن الفيروس حتى في حالة عدم طهو الطعام فإنه يتحطم بواسطة حموضة السائل الهضمي.
كيف يمكن الحد من انتشار الأنفلونزا ؟
ينتقل فيروس الأنفلونزا عموما – لا نتكلم هنا عن فيروس الطيور - بواسطة الرذاذ المصاحب للكلام و السعال والعطاس ، ويجب اتخاذ مجموعة من التدابير للحد من انتشار الفيروس:
العمل على بقاء المصابين بمنازلهم و تتبعهم من طرف مختصين بعين المكان أو نقلهم للمستشفى بالنسبة للحالات الحرجة.
الحجر الصحي لمدة ستة أيام على الأشخاص الذي كانت لهم اتصالات بالمصابين دون اتخاذ الإجراءات الوقائية.
استعمال الأقنعة الواقية التي تحول دون انتقال الفيروسات.
و بما أن الفيروس يمكن أن يكون في الأيدي و غيرها فإن اتخاذ إجراءات الصيانة أمر ضروري، مثل غسل الأيدي بالصابون لمرات متكررة بعد العطاس عليها أو الاتصال بأحد المصابين كما يجب تغطية الفم و الأنف عند السعال أو العطاس، مع تجنب البصق على الأرض ومع اتخاذ المناديل لاستعمال واحد فقط، و غسل الأيدي بعد هذه الاستعمالات.
يجب منع التجمعات في حالة انتشار الوباء العام.
استعمال المضادات الفيروسية في الأماكن القريبة من الإصابات الأولى بالفيروس مع الحرص على الابتعاد عنها.
أما بالنسبة لأنفلونزا الطيور فإنه يجب اتخاذ التدابير التالية للحد من انتشارها :
حجر صحي على الحيوانات المصابة أو المجاورة لها ثم قتلها بعد ذلك
تطهير الآلات المستعملة لتفادي العدوى في حالة استعمالها في أماكن أخرى
الفصل بين الأنواع الحيوانية أثناء تربيتها ، كل نوع على حدة بمعزل عن النوع الآخر
تشجيع المربين للإعلان عن الحالات المصابة فور معاينتها
---------------------
النكاف - ابو كعب
أبو كعب مرض فيروسي حاد يتميز بارتفاع في درجة حرارة الجسم وتورم غدة أو أكثر من الغدد اللعابية وأحيانا يمتد الالتهاب إلى خصية الطفل وذلك من 20-35 % من الإصابات مما ينتج عن ذلك عقم دائم ويمتد إلى مبيض الطفلة في 5% من الإصابات.
مصدر العدوى بهذا المرض ومخزنها هو الإنسان وتنتقل العدوى بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وعن طريق الأشياء الملوثة، دور الحضانة لهذا المرض يتراوح من 12-26 يوما وعادة يكون 18 يوما. ويكون المصاب معديا في الفترة من ستة أيام قبل تورم الغدة اللعابية إلى مدة تسع أيام بعد بدء تورمها، ويكتسب الطفل مناعة دائمة بعد شفائه من المرض.
يوجد لهذا المرض لقاح مصنوع من الفيروس المضعف يعطي للملامسين ويكسب مناعة لأكثر من أربع سنوات، ولا يعطى اللقاح للأطفال المصابين بحساسية من البيض أو من مركب النيومايسين وكذلك لا يعطى للمصابين بأمراض مزمنة وللذين يعالجون بالكورتيزون أو بالأشعة.
الحصبة
الحصبة مرض انتقالي حاد، واسع الانتشار في سن الطفولة، يتسبب عن الإصابة بفيروس الحصبة، ويتميز بارتفاع في درجة الحرارة مصحوب برشح وسعال ورمد، ويتبع ذلك طفح على جميع أجزاء الجسم. أول من عرف هذا المرض وميزه عن مرض الجدري الطبيب العربي الفيلسوف الرازي وذلك في بغداد سنة 900 ميلادية. مدة الحضانة تتراوح بين سبعة أيام وأربعة وعشرين يوما. يبدأ ظهور الطفح في اليوم الرابع من ارتفاع درجة الحرارة، وبعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة شبيهة بالنخالة.
مصدر العدوى ومخزنها هو الإنسان، تنتقل الحصبة بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة. وبعد الشفاء من الحصبة يكتسب الشخص مناعة مدة الحياة.
جرعة واحدة من اللقاح تعطي مناعة لأكثر من سبع سنوات وعادة يعطى اللقاح في السنة الأولى من العمر. يعطى اللقاح خاصة في المدارس حيث يتجمع عدد كبير من الأطفال، وللأطفال المصابين بمرض السل أو مرض القلب أو غير ذلك من الأمراض المزمنة.
ولا يعطى اللقاح للمرأة الحامل، ولا للمصاب بمرض سرطان الدم. ولا يعطى لمن يعالج بالكورتيزون أو بالأشعة وإعطاء اللقاح قبل التعرض للعدوى أو في اليوم ذاته، يمنع حدوث المرض. أما إذا تأخر إعطاء اللقاح فيعطى المصل المحصن.
يستعمل المصل المحصن لمنع الإصابة بالحصبة عندما يختلط الطفل مع أطفال مصابين بالمرض على أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للإصابة ليكون مفعوله الوقائي اكبر.
الحصبة الالمانية الحميراء
الحصبة الألمانية يرافقها ارتفاع طفيف في حرارة الجسم، يصحبه طفح يشبه الطفح الذي يحدث في حالات الحصبة الخفيفة. إن إصابة الحامل بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الأولي من الحمل تؤدى في كثير من الحالات إلى تشوه الجنين بنسبة 20%، وتقل هذه النسبة إذا حدث المرض في الأشهر الأخيرة من الحمل.
إذا أصيبت الحامل بالحصبة الألمانية فإنه يجب التفكير جديا في إنهاء الحمل وذلك لتفادي مجيء الطفل مشوها، كأن يولد الطفل مصابا بمرض القلب أو فقدان للنظر أو السمع، أو متأخرا في نموه العقلي والجسدي أو غير ذلك.
مصدر العدوى بهذا المرض ومخزنها هو الإنسان والعدوى تنتقل مباشرة بواسطة الرذاذ وبصورة غير مباشرة عن طريق الأشياء الملوثة حديثا، دور الحضانة لهذا المرض يتراوح من 14-21 يوما وعادة يكون 18 يوما. ويكون المصاب معديا في الفترة من أسبوع قبل ظهور الطفح إلى مدة أربع أيام بعد ظهوره، ويكتسب الشخص مناعة دائمة بعد شفائه من المرض.
يجب إعلام النساء الحوامل عن إمكانية الإصابة بهذا المرض إذا كن لم يصبن به من قبل حتى يتجنبن التعرض له، ومن الضروري للام الحامل التي لم تصب من قبل بالحصبة الألمانية عند تعرضها لها أن تحصن ضد هذا المرض باستعمال المصل المحصن. لا يعطى اللقاح للمرأة الحامل ولا للمرأة التي يمكن أن تحمل خلال شهرين من تاريخ أخذ اللقاح. بالإضافة لتطعيمات فترة الطفولة المبكرة، يفضل إعطاء لقاح الحصبة الألمانية للبنات في سن الثالثة عشر أو الربعة عشر.
الدفتيريا
الدفتيريا مرض معد حاد يصيب الأغشية المخاطية في الأنف والحلق وذلك نتيجة العدوى بجرثومة الدفتيريا. والدفتيريا كلمة لاتينية تعني غشاء لذلك سمي بهذا الاسم.
ويتميز المرض بتكوين غشاء كاذب في الفم والحلق مما ينتج عن ذلك التهاب في الحلق والفم والأنف وأحيانا يمتد الالتهاب إلي القصبات الهوائية والحنجرة مما ينتج عن ذلك من اختناق وعدم القدرة على التنفس. وتبقى الكائنات الصغيرة مركزة في مكان العدوى لتنتج سماً قوياً قابل للذوبان يمتصه الجسم ويسرى عن طريق الدم إلى الأجزاء الأخرى البعيدة حيث يحدث تخريبا في أنسجة الأعصاب والعضلات فيسبب شللا في أعصاب الجمجمة وفي الأطراف السفلي وفي الحجاب الحاجز كما يسبب ضعفا في عضلات القلب.
كيفية الاصابة
جرثومة الدفتيريا توجد في إفرازات أنف المصاب وفمه لذا فإن المرض ينتقل بالاتصال المباشر بواسطة الرذاذ من الأنف والفم وأشياء المريض الملوثة وأحيانا عن طريق الحليب الملوث. وعادة ما تصيب الأطفال المعرضين غير المحصنين ضد هذا المرض. وعندما تتمكن الجراثيم من دخولها جسم الإنسان تتوالد وتتكاثر ويحدث صراع بينها وبين قوى الدفاع المناعي للجسم وعادة ما تكون الغلبة لجسم الإنسان، ولكن في بعض الأحيان تكون الغلبة لجراثيم الدفتيريا عندها يصاب الإنسان بحالة مرضية أولها مدة الحضانة التي تتراوح بين يومين وخمسة أيام بعدها تبدأ علامات المرض بالظهور حيث يشعر المريض المصاب بقشعريرة وتكسير في الجسم وألم في الرأس وارتفاع في درجة الحرارة.
طرق الوقاية من المرض
إن الطريقة المثلى للوقاية من المرض هي تحصين كل الأطفال ضده وذلك عن طريق إعطائهم اللقاح على ثلاث جرعات بالإضافة إلى جرعتان منشطتان وذلك حسب الجدول .
طرق العلاج من المرض
يعزل المريض ويمنع اختلاطه بغيره من الأطفال، كما يحتاج المريض إلى راحة تامة ويعطى جرعات مناسبة من المصل المحصن المضاد بالإضافة إلى مضاد حيوي وإذا حدث اختناق للمريض يسارع الطبيب إلي وضع أنبوب خاص في مجرى التنفس لإبقائه مفتوحا.
الكزاز التيتانوس
الكزاز (التيتانوس) Tetanus مرض حاد ينتج عن تلوث الجروح بالجراثيم التي تحمل البذور spores. والبذور تنمو موضعيا في الجرح نفسه، وتنتج سما قويا يمتصه الجسم ويؤدي إلى تقلصات مؤلمة في العضلات وتقلص في عضلات الحنك وتشنجات متوترة.
هذا المرض يأتي بصورة أوبئة. ولا ينتقل مباشرة من شخص لآخر. ويموت من جراء هذا المرض 35-70% ممن يصابون به. وجرثومة الكزاز تعيش في أمعاء الحيوان والإنسان. والمصاب بالمرض لا يتطلب عزلة عن الآخرين، ولا يجري عليه أي حجر صحي. دور الحضانة يتراوح من أربعة أيام إلى ثلاثة أسابيع (والمعدل هو عشرة أيام)، وأكثر الحالات تحصل قبل اليوم الرابع عشر. لا يكتسب المرء مناعة دائمة بعد شفائه من المرض ويمكن أن يصاب به مرة ثانية. لذلك يجب تحصين الأشخاص بعد الشفاء من المرض. وبما أن هذا المرض يقع في كل الأعمار فمن الضروري الاحتفاظ بمناعة كافية ضده وتعميم التلقيح ضد الكزاز لكل الأعمار. وهذا التلقيح يؤمن الوقاية من المرض 100% تقريبا، واستعماله يغني أيضا عن استعمال المصل المحصن وهكذا يتسنى تجنب الحساسية التي تعقب استعمال مثل هذه الأمصال.
وللقاح ضد الكزاز تستعمل تراكيب سمومية (توكسيد) كمولدات للمضادات antigens (لها خاصية تنبيه إفراز الأجسام المضادة). يعطى اللقاح ضد الكزاز على ثلاث جرعات بفترة شهر إلى شهرين بين كل منها ، وتعطى جرعة منبهة كل ثمانية إلى عشر سنوات . في حال إصابة الشخص بجرح يجب اتخاذ الإجراءات لمنع حدوث الكزاز، فإذا كان الشخص محصنا كما يجب فكل ما يلزم في هذه الحالة هو إعطاء جرعة منبهة جديدة خلال 24 ساعة من الإصابة. وهذا الإجراء يجدد تكوين الأجسام المضادة خلال ستة أيام ويبقى الشخص بدون حاجة إلى استعمال المصل المحصن ضد الكزاز. أما إذا تأخر إعطاء الجرعة المنبهة عن الـ 24 ساعة أو كان تلوث الجرح كثيرا ففي هاتين الحالتين يجب إعطاء جرعة منبهة من اللقاح بالإضافة إلى الجرعة المطلوبة من المصل المحصن.
يصيب الكزاز الأطفال المولودين حديثا في الأيام الأولى من حياته نتيجة تلوث السرة عند قطع الحبل السري من جراء استعمال أدوات غير مطهرة أو عدم نظافة أيدي الطبيب أو القابلة أو الممرضة. وهذه الإصابة خطرة جدا على الطفل لهذه الأسباب تشمل الوقاية من مرض الكزاز التوعية الصحية الموجهة إلي الناس عامة، وإلى القابلات والممرضات مع التركيز على فعالية التحصين وطرق استعمال التوكسيد والمصل المحصن. وتشمل الوقاية أيضا تحصين المرأة الحامل وإعطائها جرعة منبهة في حالة كونها محصنة.
يعالج المصاب بمرض الكزاز بإعطائه جرعات كبيرة من المصل المحصن ومضادات حيوية وبعد شفاءه يحصن من جديد باستعمال التوكسيد (لقاح الكزاز).
-------------
الكلاميديا
الكلاميديا عبارة عن مرض تناسلي . وتعتبر من الأمراض البكتيرية الخطيرة وتوضع على راس قائمة الأمراض التناسلية التي تصيب كلا الجنسين وتسبب العديد من المضاعفات الصحية. وتصيب اكثر من أربعة ملايين شخص سنويا في اكبر البلدان تقدما وهي الولايات المتحدة الأمريكية . وهذا المرض أكثر شيوعا بين الشباب والمراهقين . ويصيب المرض النساء ويسبب لديهن العقم إذا لم يتم علاجه مبكرا. كما أن الكلاميديا تصيب الرحم وتسبب تلف قنوات فالوب أيضا. كما قد ينتج عنها أن تحمل المرأة حملا كاذبا في قناة فالوب وليس في الرحم.
أعراض المرض
ويعرف المرض بالمرض المعدي الصامت لأنه لا يظهر أي أعراض على المصاب في ثلاثة أرباع النساء ونصف عدد المصابين من الذكور. من أهم أعراض المرض نضح (إفرازات) من القضيب أو المهبل والشعور بحرقة عند التبول. أما في النساء فهنالك أعراض إضافية ومنها آلام في أسفل البطن أو آلام أثناء عملية الجماع ، إضافة إلى نزف فيما بين العادة الشهرية. كما أن الرجال قد يشعرون بالحكة وحرقة حول فتحة القضيب و تورم الخصيتين.
الفحص
هنالك نوعين من الفحوصات للكشف عن الكلاميديا. أولها جمع عينة من السائل من المنطقة المصابة ( المهبل أو القضيب ) أو باستخدام قطن ( مثل قطن تنظيف الأذن ) . أما الطريقة الشائعة هذه الأيام فهي استخدام عينة من البول للكشف عن وجود بكتيريا الكلاميديا.
العلاج
بالإمكان علاج الكلاميديا باستخدام المضادات الحيوية .
----------------------
السيلان
هو مرض خمجي (عدوى) تناسلي حاد يصيب الذكور والإناث في الأغشية المخاطية التي تغلف الإحليل أو عنق الرحم أو المستقيم أو البلعوم أو العينين وقد يؤدي إلى حدوث تجرثم الدم septicemia
ما هي المسببات؟
العامل المسبب هو بكتيريا نيسيريا قونوريا Neisseria gonorrhoeae والتي يمكن كشفها في الإفرازات (النز) باللطاخة المباشرة (شريحة direct smear) أو بعد الزرع culture. وينتشر هذا المرض عادة بالاتصال الجنسي، وتكون النساء عادة حاملات للميكروب بدون أعراض لعدة أسابيع أو أشهر وتكشف عادة بعد كشف المخالط الجنسي. وتكون العدوى بدون عرض أيضا في البلعوم والمستقيم عند اللوطيين. أما السيلان الذي يحدث عند الفتيات قبل البلوغ فيكون بسبب البالغين عادة عن طريق الاعتداء الجنسي أو نادرا عن طريق العدوى.
ما هي الأعراض والعلامات؟
عند الرجال
فترة حضانة المرض عند الرجال من 2 إلى 14 يوماً. ويبدأ عادة على شكل انزعاج خفيف في الإحليل ويليه بعد ساعات قليلة حدوث حرقان عند التبول مع صعوبة في التبول dysuria مع إفراز قيحي أصفر مخضر، ثم يحدث تكرر التبول frequency والإلحاح البولي urgency مع انتشار المرض إلى الإحليل الخلفي.
عند النساء
تكون فترة الحضانة من 7 إلى 21 يوما بعد العدوى. وتكون الأعراض عادة طفيفة، ولكن قد يكون بدء الأعراض شديدا بحدوث حرقان عند التبول والإلحاح البولي وإفرازات مهبلية. أكثر المواضع إصابة هي عنق الرحم والأعضاء التناسلية الداخلية ويليها الإحليل والمستقيم وقنوات سكين Skene وغدد بارثولين Bartholin (الغدد المحيطة بالمهبل). وقد يخرج القيح من الإحليل عند الضغط على منطقة العانة. ويعتبر التهاب قنوات فالوب salpingitis من المضاعفات الشائعة للعدوى.
في الجنسين
إصابة المستقيم بالسيلان تكون شائعة عند النساء واللوطيين، وعادة تكون بدون أعراض، ولكن قد يحدث انزعاج حول الشرج مع نزول القيح من المستقيم.
إصابة البلعوم بالميكروب
يحدث بسب الاتصال الجنسي الفموي وتزداد مشاهدته حديثا، وعادة يكون بدون أعراض ولكن قد يحدث عند بعض المرضى التهاب في الحلق وصعوبة عند البلع.
عند الرضيعات والفتيات غير البالغات
قد يصاحب انتفاخ واحمرار الشفرين وإفراز القيح من المهبل التهاب في المستقيم. وقد تشتكي الطفلة من حرقة وصعوبة عند التبول وقد يلاحظ الأهل تلوث الملابس الداخلية بالقيح.
كما انه قد يصيب عيون الأطفال عند الولادة conjunctivitis neonatorum وذلك عن طريق العدوى من الأم مما يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم معالجته سريعاً.
كيف يتم التشخيص؟
عند أكثر من 90% من الرجال يتم اكتشاف الميكروب بسرعة في الإفراز الإحليلي بواسطة اختبار على شريحة (لطاخة). ولكن عند النساء تكون حساسية هذا الاختبار حوالي 60% ولذلك يجب عمل مزرعة لإفرازات النساء أو عند الرجال إذا كانت نتيجة اللطاخة سلبية.
ما هي المضاعفات؟
عند الرجال
المضاعفة الأكثر شيوعا بعد العلاج المبكر للرجال هي التهاب الإحليل ما بعد السيلان، وغالبا يكون ذلك بسبب عوامل ممرضة أخرى تم اكتسابها وقت الإصابة بميكروب السيلان، ولكنها ذات فترة حضانة أطول ولا تستجيب للمضادات الحيوية الخاصة بالسيلان. أو ربما تكون بسبب تكرار العدوى. وهنا يرجع الإفراز القيحي بعد 7 إلى 14 يوما من انتهاء العلاج.
التهاب البربخ epididymitis هو مضاعفة هامة أخرى قد يؤدي إلى العقم. في هذه الحالة تهبط العدوى من الأحليل الخلفي بعد أشهر إلى البربخ وتكون الخصية مؤلمة ويكون كل من البربخ والحبل المنوي ساخنا ومؤلما ومتورما.
عند النساء
التهاب قنوات فالوب salpingitis يعتبر من أهم المضاعفات الشائعة.
في الجنسين
قد يحدث تجرثم الدم ولكنه أكثر شيوعا عند النساء. كما انه يمكن أن يحدث التهاب المفاصل المزمنة مع طفح جلدي مزمن. التهاب العينين قد يحدث عند الأطفال حديثي الولادة أو عند البالغين نتيجة للتلوث.
ما هو العلاج؟
يعتبر مرض السيلان بسيطاً وعلاجه سهلاً وسريعاً ولكن قبل البدء بالمعالجة يجب:
أخذ عينة من الدم لإجراء اختبار للزهري syphilis
على المريض الامتناع عن المعاشرة الجنسية حتى يتم التأكد من الشفاء التام من هذا المرض وذلك خوفاً من نقله للآخرين.
وينبغي أيضا عدم عصر القضيب للبحث عن الإفرازات الإحليلة
فحص وعلاج جميع شركاء المريض الجنسيين
يعالج المريض بالسيلان بالمضادات الحيوية الفعالة مثل السيفالوسبورين، السبيكتنومايسين، أو الكوينولون. اختيار المضاد الحيوي هنا يعتمد على وجود ميكروب مقاوم لأي منها. وتعتمد جرعة العلاج ومدته حسب الحالة المرضية والمضاد الحيوي الذي تم اختياره. في الحالات الحادة الغير مزمنة تتم المعالجة عادة بجرعة واحدة إما عن طريق حقنة عضلية أو عن طريق الفم.
وبسبب ترافق السيلان بشكل شائع مع عوامل معدية أخرى فإنه يتم بالبدء بالمعالجة بشوط طويل من التتراسيكلين عن طريق الفم ما عدا الحوامل حيث يعطى الإيريثروميسين.
------------------------------
الزهري
الزهري أو السفلس مرض تناسلي قديم معد ومزمن يصيب جميع أجزاء الجسم حيث يحدث بها إصابات مختلفة ذات صور متعددة وهو يتسبب من ميكروب حلزوني الشكل Treponema pallidum يشبه الخيط الرفيع وتنتقل العدوى في معظم الحالات عن طريق الاتصال الجنسي المباشر بين المريض والسليم وفي حالات قليلة قد تحدث العدوى باستعمال بعض أدوات المريض كالفراش أو دورات المياه كما أن الأم المصابة بهذا المرض يمكن أن تنقله للجنين عن طريق الحبل السري.
ما هي أعراضه؟
مرض الزهري المكتسب يتميز بفترة حضانة طويلة تتراوح بين 9-90 يوماً وفي معظم الحالات تستمر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، ويعرف لهذا المرض ثلاثة أدوار:
الدور الأول Primary syphilis هو القرحة الزهرية (شنكر chancre) ولها مواصفات معروفة تظهر في معظم الحالات على الأعضاء التناسلية في الرجال والسيدات إذا كانت الإصابة عن طريق الاتصال الجنسي، وقد تظهر في أماكن أخرى بعيداً عن الأعضاء التناسلية مثل اللسان والحلق والشفاه وأصابع اليد والثدي عند المرأة أو حول فتحة الشرج وتكون هذه القرحة دائماً وحيدة لا تحدث أي آلام ونظيفة لا تحدث أي إفراز ويصحبها تضخم في الغدد الليمفاوية المتصلة بها دون ألم يشعر به المريض. وتمكث هذه القرحة مدة ما بين 6-12 أسبوعاً حيث يعقبها ظهور الدور الثاني للمرض.
الدور الثاني هو الطفح الجلدي Secondary syphilis
يتميز بانتشاره على جميع أجزاء الجسم بلونه النحاسي الغامق وبإصابته أماكن مماثلة وبعدم حدوث أي آلام منه ولكن يصحبه ارتفاع قليل في درجة الحرارة وحدوث صداع مستمر لا يؤثر فيه أدوية الصداع، وتوجد أنواع مختلفة من هذا الطفح الجلدي تتميز بمواصفات خاصة لكل نوع منها ومن أهمها النوع الحبيبي الذي يظهر على شكل زوائد جلدية ذات رائحة كريهة وسطها مغطى بتقرحات صغيرة تفرز صديداً مملوءاً بميكروبات مرض الزهري، ويصحب الطفح الجلدي حدوث تقرحات بفتحة الفم وبداخل الشفتين وقد تصل إلى اللوزتين والحلق حيث تتقرح وتحدث آلاماً شديدة ويلاحظ في هذا الدور تضخم في الغدد الليمفاوية في جميع أجزاء الجسم وحدوث سقوط في شعر الرأس وآلام بالمفاصل والعظام تشبه الآلام الروماتيزمية.
ويتميز هذا الدور بإيجابية اختبار مصل الزهري في جميع الحالات ويعتبر أكثر وأخطر الأدوار في حدوث العدوى حتى عن طريق اللمس، وبعد فترة قد تمتد إلى شهرين تختفي كل هذه الأعراض ويظهر على المريض أنه قد شفي غير أن الميكروبات تكون قد تمكنت من الجسم وتسمى هذه الفترة بالزهري الكامن وقد تتراوح هذه الفترة ما بين عامين أو أكثر حسب مقاومة الجسم للميكروب.
الدور الثالث وهو الدور النهائي الذي ينتشر فيه المرض ليصيب جميع أعضاء الجسم الداخلية مثل الجهاز الدموي (يسبب تليف في القلب وتمدد في الشريان الأورطى والشرايين المتوسطة الحجم مما يسبب في الموت المفاجئ) والجهاز العصبي (يسبب الجنون أو أنواع مختلفة من الشلل أو فقدان السمع) وقد يصيب العينين مما يؤدي إلى العمى كما أنه يحدث التهابات مختلفة في العظام والمفاصل.
ما هو العلاج؟
يعالج المريض بالزهري بالمضادات الحيوية الفعالة مثل البنسلين والتتراسيكلين أو الإريثرومايسين مع مراعاة عدم استخدام أشياء المريض وتعقيم ملابسه والابتعاد عن المعاشرة الجنسية له حتى يتم التأكد من شفائه التام من هذا المرض وذلك خوفاً من نقله للآخرين.
_____________
الايدز
الوقاية خير من العلاج (إن كان هناك علاج)
إذا ًالوقاية هي العلاج
تقدر منظمة الصحة العالمية عدد حاملي فيروس الإيدز على مستوى جميع قارات الأرض بـ 30 مليون وهو بالتالي يهدد كل شخص، ولذلك يجب تزويد كل فرد من أفراد الأسرة بقدر كاف من المعلومات حوله. اتقاء الإيدز أمر بسيط ولكن الإصابة بعدواه قاتلة لأنه لا يوجد إلى الأن علاج يشفي هذا المرض ولا لقاح يقي من العدوى.
عدد الحالات المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم وحتى عام 1997 هو 30 مليون حالة. ظهرت الأعراض على أقل من ثلث المرضى ومات غالبيتهم. في الحقيقة، الحالات المبلغة لا تحتل سوى قدر ضئيل من كم هائل، وكثير من المصابين الآن بالعدوى ينتظر أن تظهر عليهم أعراض الإصابة. أشارت دراسة لمنظمة الصحة العالمية إلى إصابة 8500 شخص يوميا تقريبا، منهم 1000 من الأطفال.
ملحوظة : كنت اود ان ارفق صور لهذا الموضوع ولكنى لم استطع اختيار صورة من شدة البشاعة
ما الذي ينبغي علينا عمله؟
يجب أولا معرفة طرق العدوى وأن نكون على استعداد للإجابة على أسئلة الأبناء حول كل مايتعلق بهذا الموضوع وبصراحة وحسب الفئة العمرية المناسبة.
إذا وجد مريض في محيط الأسرة، يجب على المجتمع معرفة الظروف النفسية والصحية التي قد يمر بها وبالتالي الوصول لأفضل الطرق للتعامل معه ومساعدته لاجتياز هذه المحنة.
السلوكيات القويمة المتمشية مع تعاليم الدين والقواعد الصحية العامة خير معلم ومرشد للأبناء.
الحوار مع الأبناء.
ما هو الإيدز؟
هو فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسئولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة وأنواع معينة من السرطان. وبالتالي يفقد الإنسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية والسرطانات
يسمى هذا الفيروس "فيروس نقص المناعة البشري" Human Immune-deficiency Virus أو اختصارا HIV
والاسم العلمي لمرض الإيدز هو "متلازمة العوز المناعي المكتسب" أو "متلازمة نقص المناعة المكتسب" Acquired Immune Deficiency Syndrome أو اختصارا AIDS
لا يوجد إلى الأن علاج يشفي هذا المرض لذلك الإصابة به تستمر مدى الحياة
ما هي أعراض المرض؟
يمر المريض بفترة حضانة وهي المدة الفاصلة بين حدوث العدوى وبين ظهور الأعراض المؤكدة للمرض، وهي مدة غير معروفة على وجه الدقة، إذ يبدو أنها تترواح بين 6 شهور وعدة سنوات وتكون في المتوسط سنة عند الأطفال و 5 سنوات في البالغين
بعد 3-4 أسابيع من دخول الفيروس للجسم يعاني 50-70% من المصابين من توعك وخمول وألم في الحلق واعتلال العقد الليمفاوية وآلام عضلية وتعب وصداع ويظهر طفح بقعي على الجذع
تستمر هذه الأعراض لمدة اسبوعين أو 3 أسابيع ثم تختفي ويدخل المريض في طور الكمون
يستمر طور الكمون من شهور إلى عدة سنوات يتكاثر خلالها الفيروس ويصيب أكبر كمية ممكنة من خلايا الجهاز المناعي
في المرحلة التالية تظهر أعراض على شكل تضخم منتشر ومستديم في العقد الليمفاوية وتدوم 3 أشهر على الأقل مع عدم وجود سبب لهذا الاعتلال
تتطور الحالة لتشمل المظاهر التالية:
نقص الوزن
فتور وتعب
فقد الشهية
إسهال
حمى
عرق ليلي
صداع
حكة
انقطاع الطمث
تضخم الطحال
مرحلة الإيدز:
تمثل أسوأ مراحل العدوى وتظهر العلامات السابقة ولكن بصورة أشد وضوحا مع وجود أمراض انتهازية وأورام خبيثة نتيجة للعوز المناعي
تظهر الأعراض على 25% من المرضى بعد مرور 5 سنوات على الإصابة، وعلى 50% من المرضى بعد 10 سنوات وبعض المرضى لا تظهر عليهم الأعراض أبدا
بعض العوامل تساعد على سرعة ظهور الأعراض مثل:
تكرار التعرض للعدوى
الحمل
الإصابة بأمراض تضعف المناعة
كيف ظهر ومتى؟
لم تتوصل البحوث والإستقصاءات إلى إجابة قاطعة على هذا السؤال. والعالم الأن لا ينظر إلى الماضي بقدر ما يتطلع للمستقبل لكبح جماح هذا الداء. أما متى ظهر، ففي عام 1981 سجلت أول الحالات في شاب أصيب بمرض رئوي نادر ثم تلاه أربعة آخرون حتى وصل العدد إلى 200 حالة. ثم توالت البلاغات في كل أنحاء العالم.
هل يمكن معرفة مريض الإيدز بمظهره الخارجي؟
لا يمكن معرفة مريض الإيدز بمظهره الخارجي. التحاليل المخبرية (اختبارات الإيدز) وبعض الإعراض المتلازمة فقط تؤكد العدوى. أما عدى ذلك فالمريض يبدو في كامل صحته.
كيف ينتقل الإيدز؟
من حسن الحظ إن جميع طرق نقل العدوى قابلة للوقاية. يتم انتقال العدوى بهذا الفيروس بالطرق التالية:
الطريقة الرئيسية للعدوى هي الاتصال الجنسي - الطبيعي أو الشاذ - بشخص مصاب. وجود أمراض جنسية أخرى يضاعف احتمالات العدوى
تنتقل العدوى كذلك عن طريق نقل الدم أو مشتقاته الملوثه بالفيروس
زراعة الأعضاء (كلية، كبد، قلب) من متبرع مصاب.
استخدام إبر أو أدوات حادة أو ثاقبة للجلد ملوثة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم
عن طريق الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو إلى وليدها أثناء ولادته أو عن طريق الرضاعة الطبيعية (بواسطة الثدي)
الإصابة بالإيدز لا تعني بالضرورة سلوك منحرف، ولا خوف من الاختلاط العادي مع المرضى سواء في محيط الأسرة والعمل والمدرسة والنادي مع مراعاة قواعد النظافة العامة. ليس هذا فحسب بل من الواجب التعامل مع المريض كشخص طبيعي ومراعاة الظروف النفسية والاجتماعية التي قد يمر بها.
ما هو اختبار الإيدز؟
هو تحليل يمكن لأي شخص أن يجريه في أي مرفق صحي. يعتمد هذا التحليل على وجود الأجسام المضادة للفيروس في الدم ويعطي نتيجة فعالة بعد التعرض للعدوى بـ 6-12 أسبوع تقريبا. وفي حالة إيجابية هذا التحليل يتم عمل فحص تأكيدي يسمى وسترن بلوت Western Blot وتكون نتيجته قاطعة.
هل يوجد لقاح ضد فيروس الإيدز؟
لم يتم حتى الوقت الحاضر اكتشاف لقاح فعال ضد فيروس الإيدز. ومن أهم العقبات التي تعوق بلوغ هذا الهدف أن الفيروس يغير من تركيبه بصفة مستمرة وذلك يجعل استنباط لقاح ضده عملا في غاية الصعوبة.
الحوار مع الأبناء
صغار الأطفال من 5-8 سنوات
في هذا السن يحب الأطفال أن يسألوا عن الولادة والزواج والموت، وربما يكونوا قد سمعوا عن الإيدز في برامج التلفزيون ويريدون السؤال. يجب طمأنتهم إلى أن الإيدز لا يصيب أحد نتيجة الإختلاط المعتاد في الشارع أو المدرسة أو النادي. وهذه فرصة جيدة لتوعية الطفل حول المبادئ الصحية البسيطة كالنظافة وتلوث الجروح إذا لم تلق العناية الواجبة.
مرحلة المراهقة من 9-12 سنة
في هذا السن تبدأ تغيرات المراهقة ويهتم الصبي بجسمه ومظهره ويجب أن يعرف ما الذي يعتبر سويا أو غير طبيعي وينبغي على الوالدين أن يتناولوا التطورات الجنسية في أحاديثهم مع أبنائهم وضرورة اجتناب السلوكيات المنحرفة التي تعرضهم للعدوى بأمراض جنسية وتوعيتهم حول طرق العدوى بفيروس الإيدز.
ما بعد البلوغ من 13-19 سنة
في هذه المرحلة يتعرض الأبناء لعوامل التشويش أو التناقض وعلى الوالدين أن يؤكدا لهم ضرورة الابتعاد عن السلوكيات المنحرفة والسيئة مع شرح قيم الأسرة ومبادئ الزواج وتقاليد الحياة العائلية وأنماط الحياة الصحية. ويجب أن يعرف الأبناء كيف أن السلوكيات المنحرفة فضلا على أنها أمور تحرمها الأديان وترفضها المجتمعات فإنها تؤثر على قدراتهم الذهنية وسلامة تصرفهم وبالتالي تعرضهم لعدوى الكثير من الأمراض بما فيها الإيدز.
ما الذي ينبغي أن تعلمه المرأة؟
تكرار الحمل للأم المصابة وإرضاع المولود رضاعة طبيعية يؤدي إلى ازدياد عدد الأطفال المصابين بالإيدز في العالم
على الوالدين أن يضربوا المثل الطيب من خلال سلوكهم
التأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة في ثقب الأذان والختان والحقن وأدوات طبيب الأسنان والإبر الصينية وأدوات الوشم. ويفضل استخدام أدوات وحيدة الإستخدام، وإن لم تتوفر فيجب تعقيمها بغليها لمدة 5 دقائق على الأقل أو بغمسها في الكحول لمدة 15 دقيقة. أما الأدوات الشخصية مثل فرش الأسنان أو أمواس الحلاقة فلا يجب المشاركة بها بتاتا
التوعية الصحية عن المرض ضرورية ضمن الحدود المناسبة للفئة العمرية والمستوى التعليمي
تجنيب الأبناء الظروف التي قد تؤدي إلى تعاطي المخدرات بتشجيعهم على ممارسة الهوايات المختلفة وابعادهم عن رفقاء السوء
--------------------------
حمى او داء شيكونغونيا
ذكرت منظفة لصحة العالمية في 1 آذار/مارس 2006 أن أطباء شبكة الخفارة الصحية بجزيرة رينيون الفرنسية البالغ عددهم 31 طبيباً، في الفترة بين 28 آذار/مارس 2005 و19 شباط/فبراير 2006، أبلغوا عن حدوث 2406 حالة من داء شيكونغونيا، بما في ذلك 333 حالة أُبلغ عنها في الأسبوع الممتد بين 13 و19 شباط/فبراير. وتشير التقديرات القائمة على النماذج الرياضية إلى احتمال إصابة نحو 000 157 شخص بفيروس شيكونغونيا في الجزيرة منذ آذار/مارس 2005، بما في ذلك 000 22 شخص خلال الأسبوع الممتد بين 13 و19 شباط/فبراير.
وأبلغت بلدان أخرى في منطقة جنوب غرب المحيط الهندي، منذ مطلع كانون الثاني/يناير، عن حدوث حالات من هذا الداء، وتلك البلدان هي: جزيرة مايوت (1000 حالات) وموريشيوس (2553 حالة منها 1173 حالة مؤكدة مختبريا) وسيشيل (4650 حالة).
وبادرت منظمة الصحة العالمية إلى نشر فريق من مكتبها الإقليمي لأفريقيا ومقرها الرئيسي من أجل تقييم تدابير المكافحة الجاري اتخاذها في مختلف الجزر المذكورة. وأهم التدابير الوقائية وقف انتشار البعوض عن طريق الحد من الأماكن التي يتكاثر فيها. وتشمل تلك التدابير الاضطلاع بأنشطة لمكافحة النواقل والقضاء على أماكن تكاثرها في البيوت، فضلا عن شن حملة واسعة النطاق للتثقيف في مجال الصحة العمومية باستخدام وسائل الإعلام العامة والرابطات المجتمعية بغية توعية السكان بأهمية التدابير الوقائية.
ويجري أيضاً تعزيز الترصد الوبائي وترصد النواقل. وشرع الفريق في إجراء مناقشات مع السلطات الوطنية بشأن وضع استراتيجية دون إقليمية لترصد ومكافحة فيروس شيكونغونيا وغيره من الفيروسات المنقولة بالمفصليات.
صور للبعوضة الناقلة لفيروس شيكونغونيا
معلومات هامة
هذه الحمى ، داء شيكونغونيا Chikungunya fever أو اختصارا Chik fever وأيضا تدعى Buggy Creek virus ليست وليدة اليوم رغم أنها تتصدر الأخبار الصحية في وسائل الإعلام الأوربية ، بل تعود جذور اكتشافها إلى الخمسينات . وتعني هذه الكلمة" الرجل المنحني" باللغة السواحلية بسبب الآلام التي يسببها الفيروس في المفاصل مما يؤدي إلى إرغام المصاب على الانحناء ، وقد اعتنى الأمريكان بفيروس الشيكونغونيا في الثمانينات لاستعماله كسلاح بيولوجي نظرا للخسائر التي يمكن أن يخلفها عند العدو بواسطة الأعراض التي يسببها.
------------
صورة مجهرية لفيروس شيكونغونيا
تم اكتشاف الفيروس المسؤول عن هذه الحمى في بداية الخمسينات بأوغندا وتنزانيا ، وبعد ذلك انتقل إلى جنوب شرق آسيا والمحيط الهندي . وفي الوقت الراهن بدأ الوباء في جزر القمر في بداية سنة 2005 ثم انتقل إلى موريشيوس وسيشيل وجزيرتي مايوت ورينيون الفرنسيتين في فبراير الماضي حيث أصاب 110 ألف من السكان منهم 100 ألف في الشهرين الماضيين. وينتشر هذا الفيروس في إفريقيا الصحراوية و جنوب شرق آسيا و طال أيضا منذ 2005 المحيط الهندي .
أول من عزل الفيروس هو RW Ross بأوغندا انطلاقا من عينة دم أصلها من تنزانيا لرجل يعاني من حمى و آلام في المفاصل وكان ذلك يوم 22 فبراير 1953 ، والفيروس من عائلة Togaviridae ومن نوع Alphavirus ( مجموعة A من Arbovirus ) ، له شكل دائري قطره من 60 إلى 70 نانومتر ويحتوي على خييط RNA ، وينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان عن طريق لسعات البعوض culicine mosquitoes و تكثر هذه اللسعات في بداية النهار وفي نهايته ، فالإنسان يصبح بذلك خزانا للفيروس و البعوض هو الناقل له، لأن البعوض يكون عاديا و لا يصيب بالمرض إلى إذا تحمل بالفيروس. ولحسن الحظ فإن العدوى لم تتم بين البشر عن طريق المس أو اللعاب في حين أنها ممكنة عبر الدم و هناك احتمال الانتقال إلى الجنين أو عن طريق الرضاعة ، وإلى اليوم لا يوجد لقاح ولا علاج لأن الفيروس إلى غاية 2005 لم يمس إلا الدول الفقيرة في إفريقيا و جنوب آسيا ولذلك لم تعتن به المختبرات الغربية.
ويصيب هذا الفيروس الإنسان والثدييات والزواحف والطيور والبعوض ، وتدوم فترة حضانته ما بين 3-12 يوم متبوعة متبوعة بظهور أعرض تشبه أعراض الإنفلونزا من حمى مفاجئة لمدة ما بين يومين وخمسة أيام حيث ترتفع درجة الحرارة فوق 40 مع آلام شديدة في الرأس (صداع). ويجب أن يفرق بين حمى الشيكونغونيا وحمى الضنك (حمى العظم المكسور) لتشابه الأعراض وطرق الإصابة .
أعراض الشيكونغونيا
بعد مرور 3-12 يوم عن لسعة الحشرة تظهر الأعراض المرتبطة بالحمى و آلام الرأس والمفاصل بطريقة رهيبة ، وقد تظهر أحيانا تقرحات جلدية ونزيف هين خصوصا عند الأطفال في اللثة والأنف (ولكن النزف الدموي نادر الحدوث) لكن هذه الأعراض لا تتطور إلى حالة حرجة ، إذ منذ بداية هذه السنة تسببت هذه الحمى بطريقة غير مباشرة فقط في وفاة 48 حالة ، وفي وفاة أربع حالات بطريقة مباشرة والتي طالت أشخاصا مسنين أو مصابين بأمراض أخرى .
وتنتشر آلام المفاصل في الكتف والركبة والكاحل والرسغ والمفاصل الصغيرة، كما تظهر آلام في العضلات وتنتفخ مفاصل الأطراف ويكون لمسها مؤلم وهناك أعراض أخرى ممكنة كالغثيان والتقيؤ . تستمر هذه الأعراض لمدة 3-5 أيام عند معظم المصابين . قد يستمر ألم المفاصل لمدة أشهر عن البعض . وقد تظهر أعراض عصبية عند الأطفال .
الوقاية والعلاج
تعالج الأدوية الخاصة بهذا الوباء أعراض المرض فقط و لا تستطيع أن تشفي المرض أو تجتثه من جذوره، فهي عبارة عن مسكنات الألم ومضادات الالتهاب و ينصح بالراحة عند تناول هذه الأدوية ، و لا ينصح بالأسبرين في حالة النزيف. و لا يوجد إلى اليوم مضاد فيروسي ضد هذا الفيروس لا يتحمل الجفاف و الحرارة فوق 58 درجة.
و لا يوجد لحد الآن لقاح أو علاج وقائي للحماية ضد هذا الفيروس ، وقد بدأ فك شيفرة الجينوم في فرنسا مع البحث عن طفرات محتملة ، ولذلك يرتقب إنتاج لقاح في المستقبل لكن المدة المطلوبة لذلك غير معروفة. وفي انتظار ذلك تبقى وسيلة الوقاية هي محاربة الحشرات الناقلة والقضاء على اليرقات بإلقاء المبيدات حول المناطق المهددة والحد من المياه الراكدة ومن انتشار النفايات التي تحصر الماء وتسهل انتشار البعوض ، ويجب على الأشخاص أيضا استعمال وسائل طاردة للحشرات كالمراهم والبخاخات و بعض الآلات الكهربائية والناموسيات – الكلة-.
لقد أصبح العالم اليوم أرضا خصبة لتطور العديد من الأمراض والتي تنتشر أغلبها بسبب الفيروسات، هذه المخلوقات الضعيفة المتناهية في الصغر وهبها الله قدرة عجيبة على التكاثر والانتشار وتغيير مخزونها الوراثي ، ولا يزال الإنسان رغم ذكائه وتطوره عاجزا عن التصدي للكوارث التي تخلفها الفيروسات ، فهل ستنتشر حمى الشيكونغونيا كأنفلوانزا الطيور ؟ أم سيستطيع العلماء حصرها في المناطق المتضررة ثم القضاء عليها لاحقا ؟
--------------------------------
حمى الضنك (حمى العظم المكسور)
انتشرت في المناطق الساحلية التهامية من أرض اليمن ( الحديدة وما حولها ) وأيضا في المملكة العربية السعودية منذ أواخر العام الماضي وبدايات هذا العام موجة وبائية فيروسية عرفت لدى الأوساط الصحية والحكومية والشعبية باسم حمى الضنك ...
ولقد أثارت هذه الموجة الكثير من القلق في المنطقة ، واستنفرت الدولة لمواجهتها العديد من الفرق الطبية والبحثية والإعلامية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ... بل حتى المساجد والمؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني ساهمت في التصدي لهذا الوافد الغريب بما تستطيع من نصح وتوجيه و إرشاد ...
حمى الضنك :
هي جزء من منظومة فيروسية تسمى الحمى النزفية الفيروسية viral hemorrhagic fever وهي مجموعة أمراض تشترك فيما بينها بأعراض وعلامات مشتركة مثل : الحمى والتعب وفقدان الشهية والإعياء ، وفي الحالات الشديدة قد يصاب المريض بالنزف الظاهر أو الباطن ، وقد يتعرض الطفل للتشنجات ، أو قد يدخل في غيبوبة تفضي به إلى الوفاة ...
تنتقل هذه الأمراض بوسائل مختلفة ، وذك حسب نوع الفيروس ، فمنها ما ينتقل بواسطة القوارض والحشرات . ومنها ما ينتقل من شخص لآخر ، وذلك إما باللمس المباشر ( لمس مفرزات الشخص المريض ) ، أو عن طريق التنفس ( استنشاق زفير المريض أو رذاذ عطاسه ) ، أو حتى عن طريق لمس أشيائه الملوثة ( منشفته أو أدواته ) .
من أهم هذه الأمراض الفيروسية : حمى الضنك denque fever ، والإيبولا ebola ، والحمى الصفراء yellow fever ، وماربورغ marburg ، ولاسا lassa fever ...
وسنسلط الضوء في هذه الدراسة على حمى الضنك لأنها تعنينا أكثر من غيرها الآن ، كونها هي المتهمة بإحداث الوباء الأخير في منطقة تهامة .
حمى الضنك
هي مرض فيروسي ، تسببه مجموعة من الفيروسات تسمى فيروسات الضنك dengue viruses ، والتي تنتقل عن طريق البعوض المسمى aedes aegypti (لا تنتقل العدوى من شخص إلى آخر) ، تتكاثر هذه البعوضة في المياه المخزونة لأغراض الشرب أو السباحة ، أو مياه الأمطار المحجوزة للزراعة ، أو المتجمعة في الشوارع والطرقات أو الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة ، البراميل ، الإطارات ، عند مكيفات الهواء وحول المسابح ...
تنتشر حمى الضنك في بعض الأحيان على شكل موجات وبائية epidemics ، وتكون نسبة الإصابة السكانية في هذه الوبائيات مرتفعة ، فقد تصل إلى 80% من مجموع السكان في المنطقة الموبوءة .
لحمى الضنك شكلان سريريان :
الأول بسيط : وهو الغالب ، حيث يشبه الزكمة الفيروسية إلى حد كبير في بداياته ، ثم تشتد الحمى حتى تصل إلى 40 درجة مئوية ، وقد تسبب الاختلاجات أو التشنجات في الأطفال convulsions ، وتكون غالباً مترافقة مع الصداع ، وخاصة في منطقة الجبهة ، أو خلف محجر العينين ، ثم تظهر الأعراض الأخرى فيما بعد : مثل آلام الظهر والمفاصل والعضلات ، وفقدان الشهية ، وفقدان الذوق ، والغثيان والقيء والكسل العام ، والطفح الجلدي ...هنا يمكن أن تنخفض الحرارة ...
لكن ، وبعد مرور يوم أو يومين يظهر طفح جلدي جديد ، وينتشر في جميع أرجاء الجسم ما عدا الكفين والقدمين وفي اللحظة التي يظهر فيها هذا الطفح الثاني ترتفع الحمى من جديد لتعطي ما يسمى بالحمى ثنائية الأطوار biphasic fever ، والتي تستمر عدة أيام ثم تنخفض من جديد ليدخل الطفل في مرحلة من الوهن العامasthenia أوالكآبة depression .
لو فحصنا المريض المصاب بهذا النوع البسيط من حمى الضنك لما وجدنا عنده الكثير من العلامات المميزة ، اللهم إلا الحمى والطفح الجلدي وتضخم في العقد اللمفاوية ، وبطء ضربات القلب .
ولو أجرينا له فحوصات مختبرية لوجدنا :
انخفاض في كريات الدم العام pancytopenia بما فيها الكريات البيضاء والصفائح الدموية .
وزيادة كثافة الدم hemoconcentration .
ولو أجرينا تخطيطاً للقلب لوجدنا بطء في ضربات القلب bradycardia ( لقد شاهدت هذه الملاحظة شخصياً في عدة حالات رقدت عندي في المستشفى ، ولقد سجلت درجة من البطء وصلت إلى 40 ضربة قلب في الدقيقة، ومن الغريب أنها كانت غير مترافقة مع أي عرض أو شكوى لدى المريض ) ، ثم خوارج انقباض بطينية ventriculr extracardia
يبقى السؤال المهم : كيف نشخص المرض ونميزه عن غيره من الأمراض ذات الأعراض المشابهة .!؟
وللإجابة عن هذا التساؤل المهم نقول : في المناطق الموبوءة مثل منطقة ( الحديدة ) نعتمد في تشخيص المرض على الأعراض والعلامات السريرية بالدرجة الأولى ...
فإذا جاءتنا حالات مرضية بأعراض وعلامات مشابهة لما ذكرناه أعلاه ، وكانت من مناطق سكنية موبوءة بحمى الضنك ، ودعمتها بعض الإشارات المختبرية مثل غياب الملاريا ( وهذا مهم عندنا أيضاً ) ، وانخفاض عام في الكريات الدموية pancytopenia ، أو على الأقل انخفاض واضح في الصفائح الدموية thrombocytopenia . فنعاملها على أساس أنها مصابة بالمرض حتى يثبت العكس .
أما إذا أردنا تشخيص المرض بصورة دقيقة ، فهذا يتطلب عزل الفيروس وزرعهtissue culture على أوساط خاصة ، أو استخدام فحوص مصلية متطورةserological testes ، وهذا يتطلب افتتاح فرع متطور لمختبر صنعاء المركزي في منطقة تهامة لتغطية متطلبات هذا الوباء ...
أما الشكل الثاني من حمى الضنك ، فهو الشكل النزفي : dengue hemorrhagic fever
وهو مرض خطير وربما قاتل ، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضاً ، إلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس ، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس ، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول ...
من هنا نقول (الكاتب) : إذا كانت هذه الموجة الوبائية قد مرّت علينا بسلام ( لقد رقد عشرات الأطفال الذين يشتبه إصابتهم بحمى الضنك ، لكن بفضل الله ، لم تسجل أية حالة وفاة حتى هذه اللحظة ) ، فيجب أن ننتبه للموجات الوبائية القادمة ، التي تكون أكثر خطورة من الموجة الأولى ، والتي تكثر فيها عادة حالات النزف المميت ، فلقد سجلت لنا الذاكرة الطبية التاريخية حصول موجة وبائية لحمى الضنك النزفية في كوبا ، لسنة 1981 ، حيث راح ضحيتها مئات المرضى ، ولما دقق الأطباء في الأمر تبين لهم أن وباء 1981 القاتل والذي تسبب به فيروس الضنك نوع 2 dengue ، كان قد سبقه وباء خفيف لفيروس dengue 1 ، في عام 1977 ...
تتميز بدايات الشكل النزفي من حمى الضنك بأعراض وعلامات مشابهة للشكل البسيط الذي رأيناه ، أما الطور الثاني الخطير للمرض فيبدأ بعد مرور عدة أيام ( 2 - 5 ) ، حيث يتطور لدى المريض صدمة ونزف بشكل سريع ومفاجئ ...
لو فحصنا المريض في هذه المرحلة لوجدنا لديه واحدة أو أكثر من العلامات التالية :
الأطراف باردة ورطبة ، بينما وسط المريض حار .
الوجه متورد .
تعرق المريض .
ألم في منطقة الشرسوف epigastric pain
علامات عصبية مثل : تهيج ، وقلق ، وعدم ارتياح ...
والأهم والأخطر من كل ذلك هي : علامات النزف على المريض ، سواء كان على شكل بقع نزفية تحت الجلد، أو سهولة النزف لدى تركيب الكانيولا الوريدية canula ، أو نزف هضمي أو بولي ...إلخ
يستمر الطور الثاني الخطير للمرض بعد حدوثة فترة ( 24-36 ) ساعة ، وينتهي بأحد شكلين :
إما التدهور المفضي إلى الموت لا سمح الله ، وذلك حتمي إذا حدث نزف دماغي خطير ...
أو التحسن والشفاء بإذن الله ، وهنا يأتي دور الطبيب المخلص الحاذق ، فإذا تدخل في الوقت لمناسب ، ببعض اللمسات الذكية ، فقد ينقذ روحاً بشرية عزيزة (( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )) (المائدة:32) .
والتدخل الذي أعني به : أن يتم وضع الطفل تحت المراقبة الطبية في المستشفى ، وأن توضع له كانيولا ، وتنقل له السوائل المناسبة ، وبالكمية المناسبة ( وذلك حسب وزنه ) ، أو تنقل له البلازما fresh frozen plasma ، أو الصفائح الدموية عند الحاجة ، فإن تعذر فيعطى كمية من الدم تناسب وزنه وحالته ( من هنا نرى ضرورة توفير مصرف دم مركزي في منطقة تهامة لتغطية هذه الحاجات الملحة ) ...
ونخفض الحرارة العالية بالماء ( كمادات ) وهنا نستذكر حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء ) ، والباراسيتامول ، ويمنع إعطاء الأسبرين والبروفين وغيرها من مميعات الدم لمنع المزيد من النزف ...
أما المضادات الحيوية فتترك لحاجة كل مريض ، والحاجة يقدرها الطبيب الحاذق ، والأصل فيها الإقلال والتقتير لا الإسراف والتبذير ...
على أن الأهم من ذلك كله هو تضافر جهود كل مؤسسات الدولة للعمل الجاد على منع حصول المرض أصلا ، وذلك من خلال خطط كفوءة ومستمرة ، يتم بواسطتها القضاء التام على مسببات المرض وناقلاته ...
الوقاية
إزالة أماكن توالد البعوض الناقل ، من خلال تغطية محكمة لخزانات المياه وعدم تخزين المياه في أوعية مكشوفة ، وإزالة بؤر تراكم المياه مثل أواني الزهو ن إطارات السيارات القديمة وأوعية تخزين المياه.
وضع شبك ضيق المسام على الأبواب والنوافذ للحماية من لدغات البعوض نهارا.
استخدام الناموسيات في حالة النوم خارج المنزل.
استخدام طارد الحشرات.
تبليغ السلطات المحلية عن أي حالة فورا، والتعاون معها لإعطاء معلومات صحيحة عن سابقة المرض والعنوان ، وتسهيل عمل فريق المكافحة لعمل الاستقصاء الوبائي ورش المنزل المصاب والمنازل المجاورة.
----------------------------
الحمى الوردية
هي عدوى فيروسية تصيب الأطفال. و تكون أكثر انتشارا من سن 6 شهور و حتى سن سنتان. و تسببها نوع من الفيروسات يسمى Human Herpes Virus.
فترة الحضانة
وهي الفترة ما بين الإصابة بالفيروس و ظهور أعراض المرض. و تتراوح بين 7 – 10 أيام بعد الإصابة بالفيروس المسبب للمرض.
طريقة العدوى
تتم العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من أنف و فم الطفل المصاب.
الأعراض
الحرارة:
يبدأ المرض بحدوث ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة لتصل سريعا إلى 39.5 – 40 درجة مئوية. و تظل الحرارة مرتفعة لمدة 3 – 4 أيام دون ظهور أي سبب واضح لهذه الحرارة. ثم تعود الحرارة إلى معدلها الطبيعي مع ظهور الطفح الجلدي في نفس الوقت.
الطفح الجلدي:
يتميز بأنه وردى اللون، و يبدأ في الظهور في اليوم الرابع مع انخفاض الحرارة إلى معدلها الطبيعي. و يبدأ في منطقة الصدر ثم ينتشر سريعا ليشمل الأطراف و الرقبة و الوجه. و يكون غالبا اقل كثيرا في الوجه. ثم يختفي سريعا خلال 24 ساعة. لذلك يعتبر ظهور الطفح الجلدي علامة جيدة حيث انه يشير أن كل الأعراض ستنتهي تماما خلال 24 ساعة فقط.
و يعتبر أهم ما يساعد في تشخيص الحمى الوردية هو ظهور الطفح الجلدي في نفس توقيت انخفاض الحرارة إلى المعدل الطبيعي.
أعراض أخرى:
مثل: فقدان الشهية – تضخم في الغدد الليمفاوية بالرقبة.
المضاعفات
نظرا لأن بداية المرض يكون بارتفاع شديد و مفاجئ في درجة الحرارة ، لذا يكون الطفل عرضة لحدوث تشنجات حرارية. و قد وجد أن نسبة التشنجات الحرارية التي تحدث مع الحمى الوردية تبلغ 10 – 15 %. و تتمثل أعراض التشنجات الحرارية في:
فقدان الوعي (غيبوبة)
تشنجات بالأطراف و الوجه لمدة 2 – 3 دقائق
فقدان السيطرة على عملية التبول و التبرز
العلاج
يكون علاج الحمى الوردية فقط باستخدام مخفضات الحرارة مع القيام بعمل كمادات باردة للطفل. و لا تستخدم المضادات الحيوية في العلاج حيث أن سبب المرض فيروس و ليس بكتريا فلا دور للمضادات الحيوية. و يجب الانتباه إلى إعطاء الطفل المزيد من السوائل.
حمى البحر الابيض المتوسط
يطلق على حمى البحر الأبيض المتوسط عدة أسماء منها داء البروسيلات أو الحمى المالطية أو الحمى المتموجة Undulant أو حمى جبل طارق Gibraltar fever
وهي عبارة عن عدوى (مرض خمجي) تتميز بطور حمي حاد قد يترافق مع أعراض موضعية قليلة ويتميز أيضا بطور مزمن يترافق مع انتكاس (عودة) الحمى وضعف عام وتعرق وأوجاع وآلام مبهمة.
ما هي المسببات؟
الجرثومة المسببة لداء البروسيلات عند الانسان هي البروسيلة المجهضة Brucella Abortus (البقرية). وقد لوحظت إصابات فردية عن طريق البروسيلة الخنزرية (الخنزير) والبروسيلة المالطية (الأغنام والماعز) والبروسيلا الكلبية (الكلاب). وقد لوحظت إصابات لدى الغزلان، والحصان، والوعل، والأرانب والدجاج والجرذان الصحراوية.
يمكن أن تحصل الإصابة بالبروسيلة عند الإنسان عن طريق التماس المباشر مع إفرازات أو فضلات الحيوانات المصابة أو بتناول حليب البقر أو الغنم أو الماعز أو منتجات حليبها (مثل الزبدة والجبنة) والتي تحتوي على جرثومة البروسيلات الحية. ونادرا ما تنتقل العدوى من شخص مصاب لآخر.
يعتبر داء البروسيلات مرضا مهنيا وأكثر شيوعا في المناطق الريفية، وغالبا ما يصيب آكلي اللحوم والبيطرين والمزارعين وعمال المداجن. والأطفال أقل قابلية للإصابة. وتوزع هذا المرض عالمي.
ما هي الأعراض؟
تختلف مدة الحضانة من 5 أيام إلى عدة شهور (أسبوعان في المتوسط)، وتختلف الأعراض خاصة في المراحل المبكرة للمرض، ويمكن أن تكون البداية مفاجئة وحادة مترافقة بقشعريرة وحمى وصداع شديد وآلام مختلفة وإحساس بتوعك وأحيانا يحدث الإسهال ، ويمكن أن تبدأ أعراض المرض بالتدريج على هيئة توعك خفيف وآلام عضلية وصداع وألم خلف الرقبة مترافق بارتفاع الحرارة مساء. ومع تقدم المرض ترتفع الحرارة إلى 40 أو 41 درجة مئوية في المساء وتنخفض تدريجيا إلى المقدار الطبيعي أو القريب من الحرارة الطبيعية في الصباح، وعندها يحدث تعرق غزير.
عادة تستمر الحرارة المتقطعة من أسبوع إلى 5 أسابيع يتبعها فترة من 2 إلى 14 يوم تخف فيها الأعراض كثيرا أو تزول ثم يعود الطور الحمي، وأحيانا يحدث هذا التطور مرة واحدة فقط وأحيانا أخرى يبدو المرض بشكل مزمن أو بشكل نوبات حمية متكررة (تموجات) مع فترات تحسن وذلك يحدث خلال أشهر أو سنوات عديدة.
يلاحظ بعد هذا الطور حدوث الإمساك بشكل واضح وأعراض أخرى مثل فقدان الشهية ونقص الوزن والألم البطني والألم المفصلي والصداع وآلام الظهر والضعف العام والهيوجية والأرق والاكتئاب وعدم الاستقرار العاطفي. ويتضخم الطحال وقد تتضخم العقد اللمفية بشكل خفيف أو متوسط الشدة، أما الكبد فيتضخم في 50% من الحالات.
ومن مضاعفات المرض النادرة التهاب الشغاف الجرثومي تحت الحاد SBE أو التهاب الدماغ أو التهاب الأعصاب أو التهاب الخصية أو التهاب المرارة أو التقيح الكبدي أو إلى آفات في العظام. والاصابة المزمنة تطيل من الفترة اللازمة للشفاء ولكن الوفيات بسبب هذا المرض نادرة الحدوث.
كيف يشخص المرض؟
التشخيص المؤكد يعتمد على اكتشاف جرثومة البروسيلا في الدم أو السائل الدماغي الشوكي أو الأنسجة، ولكن اكتشاف الجرثومة غير ممكن دائما وللنتائج المصلية أهمية كبرى أيضا في التشخيص. والقصة المرضية مهمة أيضا في التشخيص مثل تعرض لحيوانات مصابة أو منتجاتها (مثل تناول حليب غير مبستر) وعلى المعلومات الوبائية والموجودات السريرية المميزة للمرض.
كيف يمكن الوقاية؟
لمنع الإصابة بداء البروسيلا يجب بسترة الحليب وتناول الجبنة المعروفة المصدر فقط. ويجب على الأشخاص المتعاملين مع الحيوانات ارتداء النظارات والقفازات المطاطية وحماية الجلد من التعرض للعدوى بالجرثومة. ويجب القضاء على الحيوان المصاب وتلقيح الأبقار الغير مصابة.
كيف تتم المعالجة؟
يتم استخدام المضادات الحيوية والمسكنات لتخفيف الآلام في الحالات الحادة مع الراحة في السرير خلال فترة الحمى.
الحمى القرمزية
الحمى القرمزية هي عدوى بكتيرية يسببها نوع من البكتريا السبحية ( العقدية ) يسمى عقدية بيتا الحالة بالدم مجموعة أ Group A, β-hemolytic streptococci. و أي شخص عرضة للإصابة بالحمى القرمزية لكنها أكثر انتشارا في الأطفال من سن 2 – 10 سنوات. كذلك اكثر انتشارا في الإناث عن الذكور.
فترة الحضانة
و هي الفترة ما بين الإصابة بالبكتريا و ظهور أعراض المرض. و تتراوح بين 2 – 7 أيام. و في اغلب الحالات تبدأ أعراض المرض في الظهور بعد العدوى من شخص مصاب بثلاثة أيام.
طريقة العدوى
تتم العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من أنف و فم الشخص الحامل للبكتريا سواء كان ذلك الشخص مريض أو مجرد ناقل للمرض ، أي حامل للبكتريا لكن لا تظهر عليه أعراض المرض. و قد وجد أن 10 – 15 % من أطفال المدارس يعتبروا ناقل لمرض الحمى القرمزية دون ظهور أعراض المرض عليهم. كذلك تتم العدوى عن طريق استعمال الأدوات الشخصية للمريض مثل المناشف أو المناديل أو الأكواب.
الأعراض
الحرارة:
يبدأ المرض بارتفاع حاد في درجة الحرارة يزداد تدريجيا ليصل إلى 39.5 – 40 درجة مثوية في اليوم الثاني ، ثم تقل الحرارة تدريجيا لتعود إلى المعدل الطبيعي خلال 3 – 5 أيام. و مع استخدام المضاد الحيوي ، تعود الحرارة إلى معدلها الطبيعي في خلال 24 ساعة من بداية استخدامه.
الطفح الجلدي:
يظهر خلال اليوم الأول أو الثاني من الحرارة. و يكون الطفح وردى اللون ( قرمزي ) ، و يبدأ في الرقبة و الصدر و البطن ثم ينتشر ليشمل الجسم كله خلال 24 ساعة. و ينتشر الطفح في ثنيات الجسم مثل تحت الإبط و بين الفخذين و بين الأصابع. و يكون الوجه مميزا باحمرار شديد مع وجود هالة بيضاء حول الفم. و أحيانا يكون الطفح مصحوبا بحكة بسيطة بالجلد. و يستمر الطفح الجلدي لمدة حوالي ثلاثة أيام ثم يختفي تاركا ورائه تقشير خفيف جدا.
أعراض مميزة:
وجود التهاب شديد بالحلق و اللوز. و تكون اللوز مغطاة بالصديد.
تضخم في الغدد الليمفاوية بالرقبة.
اللسان:
في الأيام الأولى يكون اللسان مغطى بطبقة بيضاء مع وجود نتوءات بارزة تشبه الفراولة، و يسمى اللسان في هذه الحالة بلسان الفراولة البيضاء white strawberry tongue .
بعد عدة أيام يحدث تقشير في هذه الطبقة البيضاء باللسان فيصبح اللسان أحمر اللون مع وجود نفس النتوءات البارزة و يسمى بلسان الفراولة الحمراء red strawberry tongue .
أعراض أخرى:
مثل: صعوبة في البلع، ألم بالبطن، غثيان، قيء ، صداع ، فقدان للشهية.
المضاعفات
تحدث المضاعفات في حالة إهمال العلاج، فيجب التأكد من أن الطفل تلقى المضاد الحيوي المناسب لمدة لا تقل عن عشرة أيام ، حتى إذا اختفت الأعراض يجب الاستمرار في المضاد الحيوي بالجرعة التي حددها الطبيب المعالج.
و تتمثل المضاعفات في:
انتشار البكتريا من الحلق أو اللوز إلى المناطق المجاورة مما يؤدى إلى: التهاب الجيوب الأنفية، التهاب الأذن الوسطى، نزلة شعبية حادة، التهاب رئوي.
حدوث خلل في المناعة الذاتية
autoimmune diseases
مما يؤدى إلى حمى روماتيزمية
Rheumatic Fever
أو التهاب كبيبات الكلى الحاد
Acute Glomerulonephritis.
العلاج
علاج الحمى القرمزية الأساسي هو المضاد الحيوي ( البنسيلين أو الاريثرومايسين ) بالجرعة التي يحددها الطبيب المعالج حسب وزن الطفل لمدة لا تقل عن عشرة أيام حتى إذا اختفت الأعراض.
أيضا يتضمن العلاج المسكنات و مخفضات الحرارة.
و يجب العناية الخاصة بالطفل المريض عن طريق:
يتم عزل الطفل المريض عن باقي أفراد الأسرة خاصة الأطفال.
يجب استخدام أدوات شخصية خاصة بالطفل المريض مثل المناشف و الأكواب. و يتم غسل أدواته الشخصية بالماء الساخن.
يجب مراعاة أن يكون طعام الطفل سهل البلع.
إذا كان الطفل يعانى من حكة بالجلد يجب قص أظافره.
حمى الوادي المتصدع
ما هي حمى الوادي المتصدع ؟
حمى الوادي المتصدع عبارة عن نوع من الحمى الحادة يسببها فيروس يصيب الحيوانات الأليفة (مثل الأبقار ، الجاموس ، الخراف ، الماعز ، والجمال) والبشر. وهو ينقل بواسطة البعوض خلال سنوات المطر الكثيف (أو عند ازدياد نسبة الرطوبة). كان أول بلاغ عن المرض بين المواشي من قبل البيطريين في كينيا عام 1900.
أين يوجد المرض؟
حمى الوادي المتصدع توجد عموما في مناطق شرق وجنوب أفريقيا في أماكن تربية الماشية.
فيروس حمى الوادي المتصدع يؤثر على المواشي بصفة أولية ويمكن أن يسبب مرض في عدد كبير من الحيوانات الأليفة كوباء يصيب الحيوانات . وظهور حمى الوادي المتصدع بين الماشية بشكل وبائي يمكن أن يقود إلى وباء بين البشر المعرضين للتعامل مع الحيوانات المريضة. أكثر انتشار وبائي حيواني تم ملاحظته حدث في كينيا في عام 1951-1950 وسبب موت ما قدر بـ 100,000 من الغنم. وفي عام 1977 تم اكتشاف الفيروس في مصر (من المحتمل انتقاله هناك عن طريق الحيوانات الأليفة المصابة من السودان) وسبب في انتشار وباء كبير لحمى الوادي المتصدع بين الحيوانات والبشر. أول وباء لحمى الوادي المتصدع في أفريقيا الغربية حدث عام 1987 وقد ارتبط بإنشاء مشروع نهر السنيغال. فلقد سبب المشروع فيضانا في منطقة نهر السنيغال المنخفضة مما أدي إلى اختلاط بين الحيوانات والبشر سبب في نقل فيروس حمى الوادي المتصدع إلى البشر.
كيف ينتشر الفيروس بين الحيوانات؟
يتم ملاحظة الوباء الحيواني بصفة عامة خلال سنوات المطر الكثيف والفيضانات. كمية المطر الكثيفة تسمح لفقس بيض البعوض ، عادة من الجنس المسمى آيدس Aedes . إن بيض البعوض يكون مصابا بالفيروس بشكل طبيعي ، وبالتالي يقوم البعوض الناتج بنقل الفيروس إلى المواشي التي تتغذى بدمائها. وعندما تصاب المواشي فإنها بالتالي تنقل الفيروس إلى فصائل أخرى من البعوض عند يتغذى بدمائها وبالتالي تستطيع بدورها أن تنشر المرض. بالإضافة إلى ذلك ، فإنه من المحتمل انتقال الفيروس عن طريق الحشرات القارصة الأخرى.
كيف يصاب البشر؟
من الممكن إصابة البشر كنتيجة لقرص البعوض والحشرات الأخرى الماصة للدم. ومن الممكن أيضا إصابة البشر إذا تعرضوا إلى دماء أو سوائل الجسم الأخرى من الحيوانات المصابة. هذا التعرض يمكن أن ينتج من الذبح أو التعامل مع الحيوانات المصابة أو عند لمس اللحم الملوث أثناء تحضير الطّعام. انتقال الفيروس من خلال الرذاذ قد ينتج من التعامل مع عينات المختبر التي تحتوي على الفيروس.
ما هي الأعراض؟
يستطيع فيروس حمى الوادي المتصدع أن يسبب عدة أعراض مرضية (متلازمات) مختلفة. البشر المصابين بالفيروس قد لا يعانون من أي أعراض أو قد يصابون بمرض معتدل مصحوب بحمى واضطرابات في الكبد. ولكن ، في بعض المرضى يتطور المرض بصورة حمى نزفية (والتي من الممكن أن تؤدي إلى صدمة أو نزيف) ، التهاب في الدماغ (يمكن أن يؤدي إلى صداع ، غيبوبة ، أو تشنجات) ، أو مرض يؤثر على العين. المصابين الذين يصبحون مرضى تصيبهم في العادة حمى ، ضعف عام ، ألم في ظهر، دوخة ، وفقدان في الوزن عند بدء المرض. ويتعافى المصابون عادة خلال يومين إلى سبعة أيام من بداية المرض.
هل هناك مضاعفات بعد التحسن؟
أكثر المضاعفات شيوعا التهاب شبكيّة العين (النسيج الذي يصل أعصاب العين بالدماغ). وكنتيجة لذلك ، فإن 1% - 10% من المرضى المتأثرين ربما يصابوا بفقدان بصر دائم.
هل المرض قاتل؟
يتسبب المرض بموت 1% تقريبا من المصابين . تكون نسبة الموت كبيرة جدا بين الحيوانات المصابة. ويلاحظ أن 100% من المواشي الحبلى المصابة تجهض أجنتها.
كيف تتم المعالجة؟
لا يوجد علاج أكيد للمرضى المصابين بفيروس حمى الوادي المتصدع. ولكن بعض الدراسات التي أجريت على القرود والحيوانات الأخرى أعطت دلالات بأن عقار ريبافيرين ribavirin المضاد للفيروسات ربما يكون ذو فائدة للاستعمال المستقبلي في البشر. وتقترح بعض الدراسات الأخرى بأن الإنترفيرون interferon ، معدلات المناعة immune modulators ، وبلازما طور النقاهة convalescent-phase plasma ربما تساعد أيضا في معالجة المرضى.
من هم المعرضون لخطر الإصابة؟
دللت الدراسات بأن النوم في العراء ليلا في مناطق انتشار المرض يعتبر عامل خطر للتعرض إلى البعوض والحشرات الناقلة الأخرى. ويضاف إليهم رعاة الماشية ، عمال المسالخ والجزارون ، الأطباء البيطريون ، ومن يتعامل مع الماشية في المناطق الموبوءة .
كيف تتم الوقاية؟
تتم الوقاية بمكافحة البعوض والحشرات الماصة للدم الأخرى واتقاء لسعتها بواسطة استعمال طارد البعوض ورش المبيدات والناموسيات . تجنب التعرض إلى الدم أو أنسجة الحيوانات التي من الممكن أن تكون مصابة يعتبر مقياس مهم للواقية بالنسبة لمن يتعامل مع الحيوانات في المناطق الموبوءة.
لا يوجد تطعيمات للإنسان ولكن التطعيمات للاستعمال البيطري متوفرة.
---------------------------------
الالتهاب التنفسي الحاد سارس
متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) عبارة عن مرض فيروسي معدي يصيب الجهاز التنفسي. بدأ في الظهور خلال شهر نوفمبر 2002 في إقليم غواندونغ جنوبي الصين ثم انتقل إلى هونغ كونغ وانتشر بطريقة وبائية مخيفة إلى 25 دولة عبر المسافرين بسبب سهولة انتقاله من شخص إلى آخر. هذا الانتشار السريع يعتبر انتشار وبائي مخيف يهدد العالم بأجمعه . نسبة الوفيات بين كل الحالات المصابة هو 5% . حاليا لا يوجد له علاج فعال . وقد تم حديثا تجربة بعض اختبارات التشخيص ويعتقد بأنها مناسبة للكشف على وجود الفيروس وهي لا تزال تحت الدراسة للتأكد من دقتها.
شريحة من رئة مصابة بمرض سارس
الأعراض
بصفة عامة, تبدأ متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) بحمى (ارتفاع درجة الحرارة) أكثر من 38 درجة . قد تتضمن الأعراض الأخرى الصداع , الشعور بعدم الراحة الكلي و أوجاع الجسم . يعاني بعض المصابين من أعراض تنفسية بسيطة . بعد 2 إلى 7 أيام تتطور الأعراض التنفسية بظهور سعال جاف (بدون بلغم) و صعوبة في التنفس (كتمة) . فترة حضانة الفيروس ( أي منذ التعرض للفيروس وحتى ظهور أعراض المرض) هي 7 إلى 10 أيام بعدها تظهر أعراض المرض .
طريقة الانتشار
يبدو أن الطريقة الرئيسية لانتشاره من خلال الاحتكاك أو الاتصال المباشر القريب مع المصابين . تضمنت معظم حالات الإصابة بفيروس سارس الناس الذين اعتنوا أو عاشوا مع شخص مصاب بفيروس سارس , أو أنه قد تم الاتصال المباشر مع المواد الملوثة بالفيروس (مثل إفرازات الجهاز التنفسي) من شخص مصاب .
الطرق المحتملة لانتشار العدوى تتضمن لمس جلد شخص آخر أو الأشياء التي تلوثت بالرذاذ المعدي ثم لمس العين , الأنف أو الفم . هذا يمكن أن يحدث عندما يقوم المريض بالسعال أو العطس وينتشر الرذاذ على جسده , أو الناس الآخرين أو الأسطح المجاورة . ومن الممكن أن ينتشر فيروس سارس بوجه عام خلال الهواء أو بطرق أخرى غير معروفة حاليا .
هل أنا معرض للخطر؟
الحالات التي تم اكتشافها نتجت بشكل رئيسي من خلال الاحتكاك أو الاتصال المباشر القريب مع المصابين ، مثل هؤلاء الذين يعيشون مع شخص مصاب ويستخدمون نفس الأدوات الشخصية ، أو أخصائيو الرعاية الصحية الذين لم يستخدموا الإجراءات المتبعة للسيطرة على الأوبئة والوقاية منها أثناء ممارسة عملهم والاهتمام بالمريض المصاب بفيروس سارس .
ما هو المسبب لمتلازمة سارس
اكتشف العلماء وجود فيروس مجهول (لم يكتشف قبل انتشار المرض) من عائلة فيروسات تدعى كورونافيرس coronavirus . نظرية الكورونافيرس الجديد تعتبر السبب البارز لمتلازمة سارس ، لكن, الفيروسات الأخرى مازالت تحت التحقيق كأسباب محتملة .
توصيات للوقاية والسيطرة
للأفراد الذين يرغبون في السفر للمناطق المتأثرة :
ينصح من يخطط للسفر الاختياري أو الثانوي إلى الصين و هونج كونج, سنغافورة و هانوي, فيتنام تأجيل رحلاتهم حتى إشعار آخر . وقد أصدر مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي أيضا إنذار لمن يرغب في السفر إلى تورونتو في كندا لاتخاذ الاحتياطات لحماية أنفسهم .
للأفراد الذين يعتقدون أنهم قد يكونوا مصابين بفيروس سارس :
من يعاني من أعراض مشابهة لأعراض سارس ( حمى أكثر 38 درجة مصحوبة بسعال و / أو صعوبة في التنفس ) ينبغي أن يستشير طبيب . ولمساعدة الطبيب لإجراء التشخيص , يجب إخباره عن أي سفر حديث إلى الدول المتأثرة أو إن كان هناك اتصال مع شخص ما كان يعاني من هذه الأعراض.
لأعضاء العائلة الذين اعتنوا بشخص مصاب بسارس :
يجب اتباع توصيات الوقاية والسيطرة على الأوبئة للمرضى المشتبه بإصابتهم بسارس في الأسرة . هذه الاحتياطات الأساسية يجب أن تتبع لمدة 10 أيام بعد انتهاء أعراض المرض .
لأخصائيي الرعاية الصحية :
يبدو أن إصابة أخصائيو الرعاية الصحية حدثت قبل استخدام إجراءات الوقاية والسيطرة أثناء ممارسة عملهم والاهتمام بالمريض المصاب بفيروس سارس . لهذا يجب اتباع توصيات الوقاية والسيطرة على الأوبئة والخاصة بأخصائيي الرعاية الصحية .
احتياطات للوقاية والسيطرة على الإصابة بالمرض
إذا اعتقدت أنك قد يكون لديك ( أو شخص ما في عائلتك ) سارس :
استشر طبيب بأسرع ما يمكن .
غط فمك و أنفك بالمنديل عند السعال أو العطس . إذا كان لديك كمامة (قناع طبي) ، البسها أثناء الاحتكاك القريب مع أناس آخرين . يمكن أن يقلل القناع عدد القطرات التي تنتشر في الهواء .
حدد أنشطتك خارج البيت أثناء هذه الفترة لمدة 10 أيام . على سبيل المثال, لا تذهب إلى العمل, المدرسة أو الأماكن العامة . في حالة عدم وجود حمى أو أعراض التنفس, فلا يوجد حاجة لأعضاء الأسرة للحد من أنشطتهم خارج البيت .
اغسل يديك كثيرًا و جيدًا, بخاصة بعد تنظيف الأنف (التمخيط) .
إذا كان ممكنا, البس قناعا طبيا أنت وأفراد أسرتك بالذات عندما يكونون حولك .
لا تتقاسم الفضيات, الفوط أو غطاء السرير مع أي شخص في بيتك حتى يتم غسلها جيدا بالصابون و الماء الساخن .
يجب تطهير الأسطح النظيفة ( كاونتر أو أسطح الطاولة, مقابض الباب, أساسيات الحمام, إلخ ) التي قد تكون تلوثت بسوائل الجسم ( العرق, اللعاب, المخاط, أو حتى القيء أو البول ) بمطهر منزلي . البس القفازات ذات الاستعمال لمرة واحدة أثناء كل أنشطة التنظيف . تخلص من القفازات ولا تعيد استخدامها .
اتبع هذه التوجيهات لمدة 10 أيام بعد انتهاء أعراض الإصابة أو الاحتكاك بمريض مصاب بسارس
الهربس العصبي (الحزام الناري)
هو التهاب فيروسي حاد في الجلد يظهر على هيئة حويصلات في مسار عصب حسي معين. و يتميز بوجود ألم شديد لذا يسمى ﺒ ( الحزام الناري ) حيث انه يأخذ جزء محدد من الجلد تبعا للعصب المصاب و كأنه حزام يفصل هذا الجزء الشديد الألم و الأحمر اللون ، كأنه نار ، عن باقي الجسم.
الفيروس المسبب له هو Varicella-Zoster Virus و هو نفس الفيروس الذي يسبب الإصابة بمرض الجديري المائي. عند الإصابة للمرة الأولى بالجديري يظل الفيروس كامنا في العقد العصبية لعدة سنوات، و عندما يعاد تنشيطه يسير الفيروس مع الأعصاب ليصل إلى الجلد في صورة الهربس العصبى.
و عادة يكون سبب تنشيط الفيروس غير معروف، لكنه يرتبط بالسن (أكثر انتشارا فوق سن الخمسين) ، ضعف المناعة لأي سبب ، و التعرض لتوتر و انفعال شديد.
الأعراض:
طفح جلدي: على هيئة حويصلات تظهر بعد حدوث احمرار شديد بالجلد، فتصبح الحويصلات محاطة بجلد شديد الاحمرار. بعد 1-2 أسبوع تجف هذه الحويصلات مكونة قشور، ثم تبدأ تلك القشور في التساقط تدريجيا حتى تختفي تماما بعد 2-3 أسابيع.
يتميز هذا الطفح الجلدي أنه في جهة واحدة من الجسم. أكثر المناطق التي تصاب بالفيروس هي منطقة الصدر و الجزع. و أحيانا تصاب منطقة الوجه و الرقبة و التي قد تؤدى لحدوث مضاعفات في الفم أو العين. و أحيانا يحدث شلل في الوجه ، فقدان السمع ، فقدان التذوق في جهة واحدة من اللسان.
ألم شديد أو وخز ناري: يكون مصاحبا للطفح الجلدي أو يسبقه.
تضخم في الغدد الليمفاوية: التابعة للجزء المصاب.
أعراض أخرى قد تصاحب المرض:
ارتفاع درجة الحرارة.
إحساس بالضعف العام.
صداع.
ألم بالمفاصل.
ألم بالبطن.
☼ يعتمد تشخيص الهربس العصبي على ظهور الطفح الجلدي المميز له في شخص قد أصيب سابقا بالجديري المائي.
المضاعفات:
التهابات بكتيرية للجلد المصاب.
فقدان حاسة التذوق.
فقدان النظر.
فقدان السمع.
شلل في الوجه.
تكرار حدوث المرض. لكن نادرا ما يحدث ذلك حيث أن 99% من الحالات لا يتكرر حدوث المرض بعد الشفاء منه.
العلاج:
غالبا يتم الشفاء من الهربس العصبي تلقائيا دون علاج محدد للمرض نفسه. فقط يكون العلاج لأعراض المرض.
مضاد للفيروسات: يساعد في تقليل مدة المرض، الألم، و أيضا المضاعفات المحتمل حدوثها. كما يعتبر حماية للمريض إذا كان يعانى من نقص المناعة. و يفضل استخدامه خلال 24 ساعة من ظهور الألم. و يكون في صورة أقراص تؤخذ 4-5 مرات يوميا لمدة 10 أيام. و أحيانا يعطى حقن بالوريد إذا كان المريض يعانى من نقص شديد في المناعة.
مسكنات: لتهدئة الألم. كما يساعد أيضا على تهدئة الألم عمل كمادات باردة على الجلد المصاب.
مطهرات موضعية: مثل الكحول تركيز 70% ، حيث يجب تطهير الجلد المصاب. و يجب التنبيه على المريض عدم إعادة استخدام الأدوات الشخصية له إلا بعد تطهيرها عن طريق الغسيل في ماء مغلي.
الوقاية من المرض:
عدم ملامسة الأدوات الشخصية للمصاب إلا بعد الغسيل في ماء مغلي.
الابتعاد و عدم ملامسة جلد الشخص المصاب خاصة فترة تواجد الحويصلات لمنع انتقال العدوى (خاصة للسيدات الحوامل).
إعطاء لقاح الجديري المائي للأطفال
الجمرة الخبيثة
عبارة عن مرض خمجي شديد ( عدوى ) عادة يصيب الحيوانات المجترة ، وينتقل إلى الإنسان عن طريق التلامس مع تلك الحيوانات أو منتجاتها . تنتج هذه العدوى من بكتيريا تدعى عصية الجمرة Bacillus Anthracis . تستطيع هذه البكتيريا إنتاج أبواغ spores ( هيئة قابلة للتحول إلى بكتيريا ) تستطيع أن تبقى عيوشة في التربة والمنتجات الحيوانية لمدة طويلة جدا إلى أن تجد الظروف المناسبة للتحول إلى بكتيريا وتبدأ في التكاثر .
صورة: بكتيريا الجمرة الخبيثة
وتحدث العدوى لدى الإنسان:
عبر الجلد
عبر الجهاز الهضمي
من خلال الاستنشاق
تتراوح فترة الحضانة ما بين 12 ساعة و 3 أيام (عادة 3-5 أيام) . الشكل الجلدي يظهر على هيئة بقع حمراء بنية تكبر ثم تتحوصل وتصبح قاسية وبعد ذلك تتقرح وتتشكل قشرة سوداء . وقد تتضخم العقد اللمفية ، ويترافق ذلك أحيانا مع آلام عضلية وصداع وغثيان وقيء .
أما في الشكل الرئوي يحدث التهاب ناخر ونزفي في العقد اللمفية وإصابة رئوية . وتشبه الأعراض الأولية أعراض النزلة الوافدة (الإنفلونزا) . تزداد الحمى في غضون أيام قليلة ، وتحدث صعوبة في التنفس شديدة ، يتلوها الزراق والصدمة فالغيبوبة . ويجب اتخاذ إجراءات علاجية داعمة وشاملة مبكرة لتفادي موت المصاب .
وفي الجمرة الهضمية ، تصاب الأغشية المخاطية البلعومية أو المعوية ، ويحدث نخر نزفي يمتد إلى العقد اللمفية وينجم عن ذلك تجرثم دموي وسمية مميتة .
للوقاية يتوفر لقاح ويعطى فقط للأفراد المعرضين بدرجة كبيرة للإصابة . ويستخدم لعلاجها بعض المضادات الحيوية مثل البنسلين ، التتراسكلين ، الإيرثروميسين ، الستربتوميسين ، أو مجموعة الكوينولون مثل السيبروفلوكاسين . وإذا لم تتم المعالجة بسرعة (نتيجة الخطأ في التشخيص مثلا) فقد يتوفى المريض .
التهاب السحايا
التهاب السحايا مرض جرثومي حاد، يبدأ فجأة بارتفاع في درجة حرارة الجسم وصداع شديد وتصلب في الرقبة والظهر مع غثيان وقيء وطفح صغير الحجم على الجلد، ثم يتطور إلى هذيان وضعف عام وغيبوبة، ثم انهيار عام وصدمة.
يشخص المرض بوجود الجراثيم الخاصة به في الدم، أو في سائل النخاع الشوكي أو في مسحات تؤخذ من الحلق. وتنتقل العدوى مباشرة عن طريق الرذاذ وبالملابس وعن طريق الأشياء الملوثة، ودور الحضانة يتراوح بين يومين وعشرة أيام وعادة تكون المدة من ثلاث إلى أربعة أيام. يتم عزل المريض إلى أن ينتفي وجود الجراثيم في المسحات المأخوذة من الحلق.
لا يوجد هناك لقاح يمنع هذا المرض تماما وذلك بسبب اختلاف أنواع الجراثيم المسببة له، ولكن يوجد لقاحات للتحصين ضد أنواع البكتيريا الرئيسية المسببة لالتهاب السحايا مثل المكورات السحائية Meningococci والهيموفلس أنفلونزي من النوع (ب) Haemophilus influenze type b أو Hib والتي تسبب أمراض أخرى أيضا، والمكورات الرئوية Pneumococci. كما يتم معالجته بواسطة المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأمبسلين والكلورامفينيكول والسيفالوسبورين وهي فعالة في علاج هذا المرض.
عدوى الاظافر الفطرية
ماهي عدوى الأظافر الفطرية؟
الفطريات واحدة من انجح مجموعات الكائنات ، فإنها تستطيع النمو في أي مكان تقريبا ، حتى في جسم الإنسان. وعندما تتخذ الفطريات مكان إقامة لها في واحد أو اكثر من أظافر اليدين أو القدمين ، تنتج عدوى الأظافر الفطرية أو "الفطار الظفرى" (الاسم الطبي) . ويسمى الجناة الرئيسيون في عدوى الأظافر الفطرية " الفطريات الجلدية ". وهى نفس عائلة الفطريات الموجودة في " القوباء الحلقية " و" حكة الفارس " و " قدم الرياضي ".
وبالرغم من أن معظم الناس يكونون غير مدركين لوجود عدوى الأظافر الفطرية فإنها مشكلة شائعة . والواقع أن دراسات المسح الحديثة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية قد بينت إنه في أي وقت معين ، يكون 3% تقريبا من السكان مصابين بعدوى الأظافر الفطرية ، وأن المشكلة في ازدياد .
اعراض الاظافر الفطرية
ظفر مصاب بالفطريات وقد بدأت الاصابة من مهد الظفر
قد تصعب جدا ملاحظة عدوى الأظافر في مرحلة مبكرة ، خصوصا إذا كانت الإصابة في ظفر واحد فقط . وفي المعتاد تحتل الفطريات مكانا تحت طرف الظفر أو في جانبه ولا تسبب ألما . وفي البداية يبدأ سمك الظفر في الازدياد ويتغير لونه وتظهر به بقع بيضاء أو مائلة للاصفرار . وبالتدرج يصبح الظفر لينا وسهل التفتت ويصير داكنا فيما تدخل القاذورات والهواء من خلال الشقوق . وفي النهاية قد يتحلل الظفر (أو الأظافر) أو يطرح بالكامل.
هل هي عدوى خطيرة؟
بالرغم من أن عدوى الأظافر الفطرية ليست خطرة ولا تهدد الحياة فإنها يمكن أن تسبب تشوها وأن تؤدى إلى مضاعفات مؤلمة. وعندما تكون إصابة الأظافر شديدة فإنها تصبح معرضة لخطر الإصابة بالعدوى الجرثومية " الثانوية " التي يمكن أن تسبب ألما . وحيثما يتم طرح أحد الأظافر ينمو الظفر الجديد مشوها. كذلك يمكن أن توجد مشاكل بالنسبة للأحذية لأن أصابع القدم تفقد أظافرها الواقية وتصبح حساسة للضغط.
يجب أن ينظر إلى عدوى الأظافر الفطرية نظرة جدية من وجهة نظر اجتماعية خالصة كذلك . إذا أنها ، بتركها دون علاج ، تعتبر إضافة لمستودع العدوى فتصيب أشخاصا اكثر
_________________
الملاريا
الملاريا مرض التهابي خطير ، يسببه طفيلي خاص يسمى البلازموديوم plasmodium ، الذي يدخل إلى الكريات الحمراء في جسم المريض فيخربها ، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض والعلامات أهمها :
الحمى fever
وفقر الدم anemia
وتضخم الطحال splenomegaly
ينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث الفقيرة ومنها اليمن ، وينتقل إلى الأطفال عبر أكثر من طريقة ، أهمها عن طريق البعوض ، الذي يكثر بعد هطول الأمطار ، وخاصة في المناطق الفقيرة والمهملة ، والتي لا يوجد فيها تصريف صحي جيد لمياه الأمطار والمجاري .
عندما تلسع البعوضة التي تحمل طفيلي الملاريا شخصا سليما ، تقذف في دمه كميات كبيرة من أطوار sporozoites التي تذهب بدورها إلى الكبد ، وهناك تدخل الخلايا الكبدية فتنمو وتنقسم فيها متحولة إلى كيسات schizonts مجهرية تحتوي في داخلها على أعداد كبيرة من الأطوار merozoites . ثم لا تلبث هذه الكيسات أن تنفجر في نهاية الأسبوع الثاني مطلقة أعداداً كبيرة من أطوار merozoites ، التي تخترق بدورها جدران الكريات الحمراء للمريض وتدخلها لتنقسم بدورها وتتطور فيها متحولة إلى الأطوار trophozoites ، ثم لا تلبث الكريات الحمراء أن تنفجر مطلقة أعداداً هائلة من هذه الأطوار ، التي تهاجمها الكريات البيضاء البالعة phagocytes فتحطم قسماً كبيراً منها ...
أما القسم الذي ينجو ، فإما أن تمتصه بعوضة جديدة لدى لسعها لهذا الطفل المريض لتنقله إلى أطفال آخرين أصحاء أو يدخل كريات حمراء جديدة في نفس المريض ليحطمها ... وهكذا تستمر الدورة ...
تختلف فترة الحضانة وهي المدة الزمنية الفاصلة ما بين دخول الطفيلي إلى جسم المريض وظهور أعراض المرض بحسب نوع الطفيلي ، ومتوسطها أسبوعان ... بعد هذه الفترة تبدأ أعراض وعلامات المرض بالظهور وأهمها :
الحمى fever : التي تظهر فجأة في بعض المرضى وترتفع فجأة أيضاً ، حتى أنها قد تسبب الاختلاجات لدى بعض المرضى convulsions ... أو قد تبدأ بالتدريج ، وترتفع كذلك ... وقد تكون مصحوبة بالقشعريرة أو ما تسمى بالعروة rigor . وبعد فترة زمنية معينة تختفي الحمى ويتعرق المريض ...
وقد تظهر على الأطفال المرضى تغيرات سلوكية behavioral changes مثل : الخوف fretfulness وفقدان الشهية anorexia والبكاء الذي لا مسوّغ له unusual crying و اضطرابات في النوم sleep disturbancs أو النعاس والهبوط drowsiness ...إلخ
وهناك شكايات تظهر في الأطفال الأكبر سناً مثل : الصداع headach والغثيان nausia والتقيؤ vomiting وآلام البطن abdominal pain أو الظهر back ach .
وإذا أجرينا فحصا عاماً المريض في هذه المرحلة ، فلا نجد من العلامات ما يفرق الملاريا عن غيرها من الأمراض الالتهابية ، فقد نجد الحمى fever والشحوب pallor مع تضخم في الطحال splenomegaly مع بعض الحويصلات الفيروسية في فم المريض العقبول البسيط herpes simplex...
ولذلك ، فلكي نؤكد تشخيص المرض ، لا بد من إجراء بعض الفحوصات المختبرية : كالمسحة الدموية blood film التي تعتمد على رؤية الطفيلي مباشرة تحت المجهر ، والفحص المناعي serological test الذي يكتشف الآثار المناعية للطفيلي في دم المريض ...
أما الفحوصات الدموية الأخرى ، مثل : نسبة صباغ الدم Hb والكريات البيضاء WBC وغيرها ... فهي مساعدة للتشخيص ، ولكنها ليست خاصة بمرض الملاريا .
وقبل أن أتجاوز الفقرة المختبرية ، لابد لي من وقفة عند بعض الملاحظات الهامة :
يجب على المختبري الناجح أن يجري مسحة دموية سميكة في بداية التشخيص thick blood film وذلك لكشف الحالات الخفيفة من الإصابة ، ثم يلجأ بعد ذلك للمسحة الرقيقة ilm thin blood f للتفريق بين أنواع الطفيلي الموجود .
إذا جاء الطفل المريض وهو في قمة الطور الحموي feverish فقد لا نرى الطفيلي في المسحة الدموية الأولى ، لذلك لا بد من إعادة الفحص السلبي عند الشك العالي بالمرض بعد فترة اثنتي عشرة ساعة على الأقل ، وعندما تهدأ الحمى .
هناك فحوص مصلية سيرولوجية متطورة مثل immune flourescent antibodies techniq = IFAT ، وهي تكتشف الأجسام المضادة لكل طفيلي في دم المريض ، وبصورة سريعة ، ولذلك يجب توفيرها في كل مستشفى من مستشفيات البلاد الموبوءة بالملاريا ..
بعد تشخيص المرض ، من خلال القصة السريرية الكاملة ، بعد ملاحظة المناطق الموبوءة بالمرض ، ثم الفحص السريري والمختبري الجيد ، هنا يأتي دور التدبير والعلاج ... ومن المناسب أن نقول هنا : بأن الملاريا هي واحدة من الأمراض القليلة التي ينطبق عليها القول المأثور في تراثنا العربي والإسلامي الخالد : درهم وقاية ، خير من قنطار علاج .
أما العلاج : فيتوقف على تقدير الطبيب في اختيار الدواء المناسب ، وفي إدخال المريض إلى المستشفى من عدمه ، حسب شدة الحالة ، ونوع الطفيلي ، واعتبارات أخرى يقدرها الطبيب . من الأدوية التي تستخدم:
Quinine (Chloroquine and Primaquine), Mefloquine
Antifolates (sulfadoxine + pyrimethamine, sulfadoxine + pyrimethamine + Mefloquine)
وقد وجد ان دواء الكلوروكوين chloroquine ، هو الدواء الأمثل والأسلم لعلاج الملاريا في الأطفال ، ولقد عولج به آلاف الحالات في مستشفى الأقصى التخصصي في الحديدة ، سواء لحالات الرقود inpatient=admission أو العيادات الخارجية outpatient ، دون أن تسجل حالة مقاومة واحدة للدواء ، بعكس ما يتوهم به الكثير من العاملين في هذا الميدان ...
المضادات الفيروسية
تصيب الإنسان أمراض متعددة ذات أسباب مختلفة ، وتتسبب الفيروسات في أمراض متفاوتة الخطورة مثلت اختبارات حقيقية للطب على مر العصور . وتشكل الوقاية إلى جانب التلقيح السلاح الأنجع لتفادي الأمراض الفيروسية ، لأن المضادات والأدوية التي تقضي على الفيروسات قليلة جدا، نظرا للمشاكل التي تعيق البحث في هذا المجال. إذ أن عدد المضادات الفيروسية الموجودة حاليا لا يتجاوز الخمسين مقابل عدة آلاف من المضادات الحيوية.
من الصدفة إلى العمل المدروس
الفيروس هو كائن مجهري مكون أساسا من حمض نووي محاط بغشاء بروتيني ، وهو يعيش متطفلا داخل خلية تضمن له التكاثر ، وتتسبب أغلب الفيروسات في أمراض متفاوتة الخطورة .
تتكاثر الفيروسات بسرعة بواسطة مضاعفة الخييط النووي DNA ، وتشكل النكليوزيدات أهم المواد الأولية لإنتاج نسخ DNA، لكن عند تغيير هذه النيكليوزيدات أو تعديلها فإن الأنزيمات التي تمكن من مضاعفة DNA لا تتعرف عليها وبالتالي لن تتم هذه العملية ولن يمكن الحصول على فيروسات جديدة ، وفي السبعينات مكن تعديل نيكليوزيدات من محاربة بعض الأمراض ، وقد اكتشفت المضادات الفيروسية إقتداء بالتجربة التي أجريت على الخلايا السرطانية في نهاية الأربعينات والتي اعتمدت نفس المبدأ. وهكذا تم اختيار العديد من الجزيئات الطبيعية ومشتقاتها عن طريق الصدفة حيث أبان بعضها عن القدرة المضادة للفيروسات . لكن العلماء والباحثين فكروا في العمل المدروس عوض الاعتماد على الصدفة والحظ ، لأن التطور العلمي مكن من معرفة التسلسل البروتيني والحيز النشيط للعديد من البروتينات الفيروسية ومقارنتها مع بروتينات معروفة سابقا ، مما خول تجريب مضادات البروتينات المعروفة على البروتينات الفيروسية المكتشفة . وقد تم تسهيل البحث وإعطائه منهجية أكثر، عندما استعملت الأنظمة المعلوماتية المتطورة التي تستخدم برامج لدراسة البروتينات الفيروسية وتصنيفها وتساعد على اقتراح مضادات محتملة .
مشاريع إعداد المضادات الفيروسية
استطاع علماء الفيروسات معرفة مختلف أصناف هذا الكائن الحي ، كما تعرفوا على مراحل الحياة والتكاثر لكل صنف ، وتتحد هذه المراحل في جذع مشترك رغم وجود اختلافات بسيطة ، إذ ينمو الفيروس عموما عبر ثلاث مراحل :
دخوله إلى الخلية المستهدفة.
إنتاج الخلية للعناصر الضرورية لتكاثر الفيروس.
خروج الفيروسات الأبناء بعد حصولها على المكونات التي أنتجتها الخلية .
وللقضاء على الفيروس يجب العمل على إيجاد مضادات تعمل على وقف نمو الفيروس في إحدى مراحل نموه ، وتبنت هذا المبدأ العديد من الأبحاث رغم الصعوبات التي تعترض الباحثين في هذا الباب والتي سنذكرها في نهاية هذا المقال. وفيما يلي عرض لبعض مشاريع المضادات حسب مراحل نمو الفيروس :
تحتاج أغلب الفيروسات إلى دمج أغشيتها مع غشاء الخلية حتى تتمكن من الدخول إليها ، ولا يمكن لأي فيروس كان أن يدخل لأية خلية كانت ، بل إن كل نوع من الفيروسات يقصد نوعا معينا من الخلايا لأنه يحتاج إلى إيجاد مستقبلات على أغشيتها تناسب العناصر الموجودة على غشائه حتى يتمكن من الدخول إليها ، تماما كالمفتاح والقفل . واستغل الباحثون هذه العلاقة الحميمية عندما وجدوا مضادات تمنع اتصال العناصر الموجودة على غشاء الفيروس بمستقبلاتها على الخلية أي تحول دون دخول المفتاح في القفل .
يفرغ الفيروس محتواه في الخلية بعد اندماج غشاءيهما ، وتوجد مضادات فيروسية تمنع هذه العملية وتحرم الآلة الفيروسية من الدخول إلى الخلية.
يشرع الفيروس بعد دخوله إلى الخلية في نسخ مخزونه الوراثي ، وهناك نوعان من الفيروسات : نوع يتوفر على DNA وآخر يتوفر على RNA مثل فيروس الإيدز (السيدا) . فبالنسبة للنوع الأول فإن المضادات تكون عبارة عن نظائر نيكليوزيدات أي نيكليوزيدات معدلة والتي تعيق عملية النسخ كما شرحنا سابقا ، أما النوع الثاني فيحتاج إلى تحويل RNA إلى DNA بواسطة أنزيم tran******ase inverase قبل الشروع في عملية النسخ وفي هذه الحالة يوجد نوعان من المضادات : نوع على شكل نظائر نيكليوزيدات كما شرحنا سابقا ونوع آخر على شكل جزيئات تدخل في الحيز النشيط لأنزيم tran******ase inverse وتحول بذلك دون تكون DNA انطلاقا من RNA.
يحتاج DNA الفيروس إلى أنزيم يدعى integrase حتى يتمكن من الدخول إلى نواة الخلية المستهدفة ، لكن لحد الآن لا يوجد مضاد فيروسي يستطيع مقاومة هذا الأنزيم ، ولا زال حقل البحث واسعا في هذا الباب، ورغم نجاح بعض التجارب مخبريا فإن تأكيدها على أرض الواقع لم يتم بعد.
بعد الانتهاء من عملية نسخ DNA الفيروس يتم إنتاج الفيروسات الأبناء وتعتمد بعض الأنواع على غشاء الخلية لإحاطة محتواها ، وتوجد بعض المضادات التي تحرم هذه الفيروسات الجديدة من الغشاء الخلوي وتمنع بذلك استمراريتها وانتشارها.
تكون بروتينات الفيروسات الأبناء غير ناضجة عند بعض الأنواع ، وتحتاج إلى أنزيمات تمكنها من التحول إلى بروتينات ناضجة ووظيفية ، لكن تدخل مضادات خاصة يشل حركة هذه الأنزيمات ويحرم الفيروسات الأبناء من نضج بروتيناتها مما يؤدي إلى القضاء عليها .
عقبات ومشاكل
ترجع القلة الكبيرة للمضادات الفيروسية إلى عدة مشاكل وعراقيل نذكر منها:
عندما يدخل الفيروس في الخلية فإنه يرتبط بها ويندمج مع مكوناتها ، ولذلك فإن المضادات التي تقصد الفيروس قد تقضي على الخلية أيضا ، ويعمل الباحثون على إيجاد مضادات تحارب الفيروس فقط دون الإضرار بالخلية .
قد يحصل نجاح كبير لبعض المضادات على مستوى التجارب المخبرية لكن التطبيق على الإنسان لا يأتي بالنتيجة المرغوبة.
تتطور الفيروسات بشكل كبير ولذلك يصعب رصدها والقضاء عليها ، فبمجرد توصل العلماء إلى بعض المضادات فإنها تلقى مقاومة من الفيروسات التي تغير الشكل والبرنامج الوراثي للأجيال القادمة للهروب منها.
ويعاب كذلك على هذه المضادات تسببها في العديد من الأعراض الجانبية ، والتكاليف الباهضة لاكتشافها ودراستها.
وفي انتظار تطوير هذا الميدان ، تبقى اللقاحات هي الوسيلة الأنجع للوقاية من الفيروسات . واللقاح الوقائي هو منتج قادر على ضمان وقاية مناعية ضد المرض ، ويتكون من الفيروس نفسه لكنه يكون غير ممرض وغير قادر على التكاثر .
ويعمل الخبراء على تطوير نوع آخر من اللقاحات وهي اللقاحات الاستشفائية والتي تعتمد على نفس مبدأ اللقاحات الوقائية لكنها موجهة إلى أشخاص أصيبوا بالمرض لتدعيم مناعتهم ضده . ويعقد الأمل كذلك على الأبحاث المنصبة على بروتين يدعى انترفيرون interferon يركب من طرف الخلايا المصابة بالفيروس لحماية الخلايا المجاورة.
حار العلم الحديث بالرغم من التقدم الكبير الذي وصل إليه ، في إيجاد حلول حاسمة للقضاء على الفيروسات ، هذه الكائنات المتناهية في الصغر تقول للناس عامة وللمتكبرين من العلماء خاصة : " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " .
المضادات الحيوية وسوء استخدامها
تعددت الآراء حول استخدامات المضادات الحيوية هناك من يؤكد عدم تناولها إلا عند الضرورة وآخرون يتناولونها بشكل عشوائي. ومع هذا وذاك يجب استشارة الطبيب قبل تناولها لأن الاستخدام الأمثل باتباع الإرشادات الطبية السليمة يؤدي إلى نتائج إيجابية وفعالة. أما إذا أسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة لا يحمد عقباها.
سؤال وجواب عن المضادات الحيوية
هل تلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج العديد من الأمراض؟
نعم تلعب المضادات الحيوية دورا مهما في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام الأمثل باتباع إرشادات الطبيب وتوجيهات الصيدلي كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض. وهناك اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب، لذا تجد كثيرا من المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف مضاد حيوي لعلاج علتهم ومن ثم يوصف المضاد الحيوي إرضاء لهم بدلا من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن تعاطيه، أو عدم جدواه كأن تكون معاناتهم من التهاب فيروسي، لا تؤثر فيه المضادات كالرشح والأنفلونزا.
كيف يمكن معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض؟
الطبيب المختص هو الذي يملك القدرة على معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض (الطريق السريرية) أو من خلال أخذ عينة من الجزء المصاب ومن الدم أو من البول وزراعتها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض (الطرق المخبرية) وبناء على تشخيص المرض يتم صرف الدواء المناسب.
وفي بعض أنواع البكتيريا التي اكتسبت مناعة ضد مضاد حيوي معين لكثرة استعماله يجري فحص المناعة ومدى فعالية المضاد الحيوي ضد هذه البكتيريا، ولهذا الغرض تزرع البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة خاصة بها أقراص مختلفة الألوان وكل منها مشرب بنوع معين من المضادات وبعد ترك المزرعة لمدة معينة نلاحظ وجود هالة شفافة خالية من البكتيريا حول كل قرص، والمضاد الحيوي الأكثر تأثيرا على البكتيريا هو الذي تتكون حوله الهالة الشفافة الأكثر اتساعا.
ماذا عن أنواع المضادات الحيوية؟
يوجد في العصر الحالي أكثر من مائتي نوع من المضادات الحيوية، ولكل نوع منها أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة المصنعة للدواء ويتم تصنيعها على شكل أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أو كريمات أو نقط للعين أو للأذن إلى غير ذلك من الأشكال. وتختلف أنواع المضادات الحيوية باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية ما يكون فعالا بشكل رئيسي على البكتيريا إيجابية الجرام، ومنها ما يكون فعلا ضد البكتيريا سالبة الجرام، والبعض الآخر فعال ضد النوعين، ومنها ما يقتل البكتيريا ومنها ما يمنع نموها.
كيف يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض؟
يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض والجرعة الدوائية اللازمة والشكل الدوائي الملائم بناء على عدة عوامل، منها:
التشخيص السريري والمختبري: وذلك لمعرفة نوع البكتيريا الغازية ومعرفة المضاد الحيوي المناسب.
صفات المضاد الحيوي، يجب معرفة صفات المضاد المختار من حيث:
تركيزه في الجسم لأن المضاد قد يكون فعالا ضد بكتيريا معينة ولكن تركيزه في الجسم لا يصل إلى الحد المطلوب، وبالتالي لا نحصل على النتيجة المرجوة.
طريقة طرحه من الجسم: فمثلا إذا كان الجسم يتخلص من الدواء سريعا فهذا يستدعي إعطاءه على فترات متقاربة.
سمية الدواء وآثاره الجانبية: فينبغي الموازنة بين أضرار الدواء ومنفعته للمريض، فإذا ترجحت المنفعة على الضرر فلا بأس من صرفه للمريض.
كلفة الدواء: بعض المضادات الحيوية ذات تكلفة عالية ولها بدائل أرخص ومساوية لها في التأثير وأحيانا قد تفوقها علاجيا.
عوامل تتعلق بالمريض ومنها:
العمر والجنس والوزن.
حالة أعضاء الجسم خاصة الكلية والكبد.
حالة الجهاز المناعي للمريض وخطر تفاعلات الحساسية الناجمة عن استعمال بعض المضادات الحيوية.
شدة العدوى.
إذا كانت المريضة حاملا أو مرضعا.
إذا كان المريض يعاني من أمراض أخرى أو يتناول أدوية أخرى.
عادة ما يفضل صرف مضاد حيوي واحد للقضاء للقضاء على البكتيريا، وذلك لعدة أسباب منها:
منع مقاومة البكتيريا لأنواع كثيرة من المضادات.
تقليل الآثار الجانبية التي قد تنجم عن استخدام أكثر من نوع من المضادات.
تقليل التكلفة.
وفي حالات معينة يستلزم إعطاء المريض أكثر من مضاد وذلك لأسباب منها:
زيادة فعالية الدواء في القضاء على البكتيريا.
تقليل الآثار الجانبية لبعض أنواع المضادات.
تقليل جرعة الدواء.
حالات الالتهابات الشديدة التي تهدد حياة المريض.
هل معظم الأدوية لها آثار جانبية؟
نعم معظم الأدوية التي يتعاطاها المريض تسبب آثارا جانبية غير مرغوبة، بعضها يكون أعراضا خفيفة لا تشكل خطرا على المريض وبعضها قد يهدد حياته. والمضادات الحيوية شأنها شأن باقي الأدوية قد ينجم عن استعمالها آثار جانبية قد تكون خفيفة وقد تكون شديدة وذلك لأسباب متعددة، منها ما يحدث بسبب طبيعة جسم الإنسان، أو بسبب خصائص الدواء، أو بسبب زيادة الجرعة الدوائية الموصوفة، أو أحيانا عند استخدام دواء آخر أو مع تناول أغذية معينة أو بسبب عدم التشخيص السليم أو غيرها من الأسباب.
ما أكثر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية شيوعا؟
- من أكثر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية شيوعا:
ظهور حساسية لأجسام بعض المرضى عند تناول نوعية من المضادات وخصوصا مجموعة البنسلين، وتختلف درجة الخطورة من شخص إلى آخر، فمنها ما هو قليل الخطورة مثل الإسهال الخفيف والقيء والحرقان الخفيف في المعدة أو طفح جلدي وهرش، ومنها ما هو أخطر من ذلك مثل الإسهال الشديد أو صعوبة التنفس، وفي هذه الحالة يجب على المريض التوقف فورا عن أخذ الدواء والاتصال بالطبيب المعالج.
قد تتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية خصوصا واسعة المدى - في قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء بسبب عدم اتباع الإرشادات الطبية واستخدام الدواء لفترة طويلة مما يسهل إصابة الأمعاء بهجمات بكتيرية ضارة تؤدي إلى عدوى جديدة يصعب علاجها.
بعض المضادات الحيوية تستطيع عبور الحاجز المشيمي وتصل إلى الجنين محدثة آثارا جانبية بالغة على الجنين، وخصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وكذلك بعض المضادات قد تؤثر على الرضيع من خلال لبن الأم.
هل هناك أدوية معينة تؤثر على المضادات الحيوية وتتأثر بها؟
نعم هناك بعض الأدوية التي تؤثر على المضادات الحيوية وتتأثر بها إذا أخذت معها في الوقت نفسه، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي: معظم المضادات الحيوية تؤثر على فعالية حبوب منع الحمل إذا أخذت في الوقت نفسه مما يؤدي إلى احتمالية الحمل، لذا على المرأة استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل بعد استشارة الطبيبة المعالجة. تتعارض أغلب المضادات الحيوية بعضها مع بعض في الوقت نفسه.
لذلك عند تناول المريض المضاد الحيوي مع أدوية أخرى يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي بذلك، لأن تناول المريض أكثر من دواء في الوقت نفسه قد يزيد فعالية أو تأثير أحد الأدوية على دواء آخر مؤديا إلى آثار جانبية خطيرة، كما قد يتسبب في إبطال أو تقليل فعالية الدواء الآخر وقد يؤدي استعمال أكثر من دواء إلى إنتاج مركب آخر له تأثيرات عكسية للدواء الأصلي.
هل سوء استعمال المضادات الحيوية يؤدي إلى أن تكتسب البكتيريا مناعة ضدها؟
قد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة لسوء الاستعمال، وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أو حينما تعطي بجرعات غير مناسبة، أو تعطى بالقدر المطلوب على فترات غير منتظمة بين الجرعات، أو تعطي لمدة قصيرة غير كافية للعلاج. ومن الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لا تحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتيا، ومناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية، حيث تخلق البكتيريا ولديها القدرة على مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها، وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة.
ألا يوجد أدوية تستطيع أن تتخطى كل هذه المشاكل؟
بسبب مقاومة البكتيريا لمفعول المضادات الحيوية يعكف العلماء على تطوير أدوية جديدة قادرة على تخطي تلك المشاكل، ومن تلك البحوث ما توصل إليه مجموعة من العلماء من نوع جديد من الأدوية الذكية التي يمكن أن تكون بديلا للمضادات الحيوية وتساعد على حل مقاومة البكتيريا للأدوية. قام هؤلاء العلماء بتصميم مادة بيبتيد وهي جزء تفرزه النباتات والحيوانات لمقاومة العدوى، له خصائص مشابهة للمضادات الحيوية، يقوم البيبتيد بعمل ثقوب في غشاء خلية البكتيريا مما يؤدي إلى قتلها. ومن خصائص هذا الأسلوب الجديد في العلاج أن البكتيريا لم تتعرف على ذلك التركيب من قبل مما يصعب عليه مقاومة المضاد الحيوي.
ماذا يفعل المريض إذا أحس بآثار جانبية غير طبيعية؟
عند إحساس المريض بآثار جانبية غير معتادة بعد أخذ المضاد يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي فورا، وعدم إهمالها لأن بعض الآثار قد تكون خطيرة على صحة المريض، على المريض التأكد من تاريخ الصلاحية للمضاد الحيوي فتناول المضاد بعد انتهاء تاريخ الصلاحية له خطورة بالغة على صحة المريض، على سبيل المثال أدوية التتراسيكلين تتحول بعد انتهاء مدة الصلاحية إلى مادة سامة تسبب إصابات خطيرة في الكلية، من الضروري للحامل أو المرضع عند صرف المضاد الحيوي إخبار الطبيبة أو الصيدلانية عن ذلك حتى لا تعرض جنينها أو طفلها إلى الأذى، عند صرف المضاد على شكل كبسولات فيجب بلعها كاملة وعدم فتح محتوياتها أو مضغها لأن هذا يؤثر على امتصاص الدواء وعلى فعاليته. أغلب المضادات الحيوية الموصوفة للأطفال تكون على هيئة شراب أو مسحوق يضاف إليه الماء ليصبح جاهزا للشرب، مثل هذه الأدوية يجب حفظها في الثلاجة مع ملاحظة أن مدة صلاحيتها لا تتعدى الأسبوعين.
تنبيهات مهمة
على المريض ألا يصر على الطبيب المعالج أو الصيدلي لصرف المضاد الحيوي لأن المضادات لا تستخدم إلا في حالة الالتهابات البكتيرية فقط، وكثرة استخدامها لها أضرار بالغة على صحة المريض.
على المريض أن يصغي جيدا للتوجيهات أو التنبيهات التي يقدمها الطبيب أو الصيدلي عند صرف المضاد الحيوي، ويتأكد من كيفية أخذ الدواء وعدد المرات والمدة وهل يؤخذ قبل الأكل أو بعده.. وغيرها من التعليمات.
لا بد للمريض من إكمال المدة المحددة للعلاج، ولا ينبغي إيقاف تناول العلاج عند تحسن الحالة الصيحة، لأن ذلك يؤدي إلى ظهور البكتيريا مرة أخرى وقد تكتسب مناعة من المضاد بحيث لا تتأثر به مستقبلا مما يؤدي إلى صعوبة العلاج.
من الأفضل للمريض الذي يعالج المضاد الحيوي ألا يعرض جلده لأشعة الشمس.
عند وجود حساسية سابقة من أحد المضادات الحيوية يجب على المريض إخبار الطبيب أو الصيدلي بذلك، ويجب عمل فحص للحساسية، من هذا المضاد قبل تعاطيه، يجب عدم إعطاء المضاد الحيوي لأي شخص آخر غير المريض، وذلك لأن هذا الدواء فعال ضد بكتيريا معينة وفي حالة خاصة، وقد لا يكون مناسبا لحالة مريض آخر.
مرض الدرن
الدرن مرض قديم تسببه بكتيريا تسمى الميكروبكتيريوم. وهو مرض معدي. وينتقل من مريض الى أخر عن طريق الهواء.وبعضه عن طريق تناول أكل ملوث(كالألبان). وغالبا مايصيب الجهاز التنفسي(الرئتين ). وقد يصيب أي عضو أخر في الجسم بما فيها العظام. وخاصة العمود الفقري. والدرن في العمود الفقري لاينتقل من انسان الى اخر الا اذا كان مفتوحا. أي أن هناك صديد ,افرازات من الألتهاب من داخل العظم الى الجلد الخارجي. وبالتالي يجب عزل المصاب. كما يجب التأكد أن المريض غير مصاب بالدرن الرئوي لأن هذا النوع غالبا مايكون مفتوح ومعدي عن طريق الكحه. أما علاجه فهناك علاج ناجح عن طريق الأدوية مضادة الدرن والعلاج يحتاج مدة تتراوح بين 6 أشهر الى سنة وأن كان ينصح بتمديد مدة العلاج الى مدة أطول للعظام . والدرن في العظام علاجه نسبيا أصعب. كما أنه قد يحتاج الى عمل جراحي في بعض الأحيان وفي هذه الحاله يجب عرضه على جراح له خبره كبيره في جراحة العمود الفقري
حقائق علمية اساسية عن مرض الدرن
ثلث سكان العالم مصابون بعدوى السل (1,9مليون شخص
ما يقرب من 900 مليون امرأة مصابة بعدوى السل في العالم
-يصاب بالعدوى 1% من سكان العالم سنويا
إذا لم يعالج المصاب بعدوى السل النشط فإنه سيعدي من 5-10 شخصا في العالم الواحد
ثمانون بالمائة من مرضى السل أعمارهم من (سنوات 15 - 49 سنة العمل والإنتاج)
المريض الذي لا يشخص ولا يعالج يفقد ما يعادل مدة سنة من العمل
خمسون في المائة من مرضى السل يلقون حتفهم خلال 5 سنوات إذا تركوا بغير علاج ومعظم الباقين يصحبون في حالة صحية سيئة
الوفيات : 2,7 مليون شخص سنويا
كان السل سببا في وفاة 200 مليون شخص منذ عام 1882م وحتى الآن
يموت بسبب السل شخص واحد على الأقل كل أربع ثوان
السل يقتل ما بين 2 - 3 مليون شخص سنويا.وهو ما يزال يتجاوز ضحايا الإيدز والملاريا وأمراض المناطق الحارة مجتمعة
السل يقتل من النساء أكثر مما تقتل جميع أسباب وفيات الأمومة
يتسبب السل في 9% من وفيات النساء اللاتي تتراوح أعمارهن من 15 - 24 سنة في حين تتسبب الحروب في 4% من وفياتهن و الإيدز في 3% وأمراض القلب في 3% حوالي 95 % من الوفيات يحدث في العالم النامي
المتوقع: وفاة 30 مليون شخص في العقد القادم.
علاج الجرثومة متوفر وموجود في أغلب دول العالم
تكلفة علاج الدرن للشخص الواحد لا تزيد عن 30 دولار
نسبة نجاح العلاج تبلغ 95%
نظرة تاريخية
الدرن واحد من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية إذ يرجع تاريخه إلى عصر قدماء المصريين حيث وجد في موميائهم …ولقد عرف عبر التاريخ ضمن أشد الأمراض فتكا في العالم إذ تسبب في قتل الملايين من الناس على مر الأزمنة
ولقد تم اكتشاف العصيات المسببة للدرن ( نوع من البكتريا عصوية الشكل ) عام 1882 م بواسطة د.روبرت كوخ في برلين بألمانيا
نظرة علمية
الدرن مرض معد من الأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان وبعض الحيوانات خاصة الأبقار …ولا تقتصر الإصابة به في الإنسان على الرئتين ولكنه قد يصيب أعضاء الجسم الأخرى كالمفاصل والغدد الليمفاوية والأمعاء والجلد والسحايا والجهاز التناسلي للذكر والأنثى على حد سواء كما أن الإصابة به لا تقتصر على عمر محدد بل يصيب جميع الأعمار ولكن تشتد خطورته على الأطفال دون الخامسة والبالغين من 15 إلى 25 سنة
جرثومة المرض
الدرن وهي بكتريا عصوية الشكل تحمل بعض صفات الفطريات
فترة الحضانة
من التقاط العدوى إلى ظهور أعراض المرض تتراوح من 4الى 12 أسبوع ، وقد تمتد إلى سنوات
مصادر العدوى وطريقة الانتشار
الرذاذ المتناثر من أفواه وأنوف المصابين بسل الرئتين فعندما يسعل هؤلاء أو يعطسون أو يتكلمون أو يبصقون تنطلق عصيات السل من داخل رئاتهم إلى الهواء حيث يمكنها أن تظل معلقة لعدة ساعات …ولذلك يكون احتمال العدوى مرتفعا عندما يتعرض الشخص عن قرب ولمدة طويلة في مكان مغلق لمريض بسل رئوي يكون البلغم لديه إيجابيا لعصيات السل … أما إذا كان البلغم سلبيا للعصيات فاحتمال العدوى ضئيل …ويكاد يكون منعدما لمريض السل خارج الرئة
استعمال أدوات ومهمات المريض الملوثة
الألبان ومنتجاتها غير المعقمة خصوصا من الأبقار
*ولكن ما هي العوامل التي تساعد على الإصابة بالعدوى وانتشار المرض ؟
سوء التغذية
الزحام
عدم التهوية الجيدة - المساكن الغير صحية
- ضعف جهاز المناعة (مثل المصابين بداء السكري ولا يلتزمون الحمية والعلاج أو -المصابين بالفشل الكلوي أو بعد زرع الأعضاء أو الذين يتناولون عقاقير الكورتيزون أو مدمني الخمر والمخدرات أو المصابين بالإيدز أو سرطان الدم أو سرطان العقد الليمفاوية)
*ماذا يحدث بعد الإصابة بالعدوى ؟
أولا ليس كل مصاب بالعدوى مريض لان معظم المصابين بالعدوى يحاصر جهاز المناعة لديهم جراثيم السل …ولا يصيب المرض في وقت لاحق ما بين 5 إلى 10 % من جملة المصابين … ولا يعرف العلماء يقينا لماذا يمرض بعض المصابين بينما لا يمرض آخرون ، غير انه من المعلوم أن ذوي الأجهزة المناعية الواهنة كالمصابين بسوء التغذية أو الإيدز يكونون اكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالسل
أعراض المرض
الأعراض العامة
نقصان الوزن وفقدان الشهية –ارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق الليلي – النحول والضعف العام وعسر الهضم المستمر – التعب لأقل مجهود يبذل مع آلام متفرقة بالجسم
أعراض الدرن الرئوي
بالإضافة للأعراض العامة يكون هناك السعال الذي يبدأ جافا وما يلبث أن يصير مصحوبا ببلغم مخاطي ثم صديدي ثم مدم وهناك أيضا آلام الصدر وصعوبة التنفس واللهاث عند القيام بأقل مجهود مع الإصابات المتكررة بالنزلات البردية والتهابات الرئة
أعراض الدر ن خارج الرئة
بالإضافة للأعراض العامة هناك أعراض تخص العضو المصاب فعلى سبيل المثال سل العقد الليمفاوية يصحبه تضخم في العقد المصابة وسل السحايا يكون مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة والصداع والقيء وتصلب عضلات العنق وسل الكلية تصحبه أعراض بولية مثل وجود الصديد في البول وسل العظام يكون مصحوبا بآلام العظام أو انتفاخات مفصلية
التشخيص
التاريخ المرضي والفحص السريري مع ملاحظة أعراض وعلامات المرض
الفحص المجهري للبلغم ثلاث مرات على الأقل فإذا كان يحتوي على عصيات الدرن فان هذا يعني أن صاحب البلغم مريض وناقل للعدوى ويسمى إيجابي اللطخة
إذا لم يسفر الفحص السابق عن نتيجة حاسمة فيمكن عمل مزرعة للبلغم أو أشعة على الصدر للتحقق من وجود تجاويف صغيرة أو سائل أو ظلال في الرئتين ربما يستدل على وجود الدرن
في حالة الدرن غير الرئوي ( خارج الرئة ) يتم أخذ عينة من العضو المصاب العقدة الليمفاوية مثلا ومن فحصها باثولوجيا
ملحوظة :إختبار مانتو أو ما يعرف باسم اختبار تيوبركلين هو اختبار جلدي يتم بحقن بروتين منقى ومشتق من عصيات الدرن داخل الجلد ويقاس حجم التفاعل المتكون في مكان الحقن بعد 48إلى 72 ساعة وبمقاييس معينة يعرفها الأطباء تتحدد إيجابية الاختبار الذي تدل إيجابيته على أن جرثومة الدرن قد دخلت الجسم يوما ما نتيجة إصابة قديمة أو إصابة حديثة كما تحدث الإيجابية لشخص قد سبق تطعيمه باللقاح الواقي من الدرن .. ولذلك فهو لا يعني إصابة مؤكدة بالدرن
العلاج : أو استراتيجية العلاج قصير الأمد تحت الإشراف المباشر
وهي الطريقة العلاجية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية
تعتمد هذه الطريقة على تناول توليفة مكونة من أربعة أدوية مختلفة في ورة أقراص أو كبسولات من: أيزونيازيد –ريفامبسين – بيرازينامايد – إيثامبيوتول – وفي بعض الأحيان تعطى حقن ستربتومايسين بدلا من ايثامبيوتول
يستمر تناول هذه الأدوية لمدة شهرين ثم يعاد فحص البلغم فإذا ثبت أن الحالة تتحسن يتم وصف دوائين فقط للمدة المتبقية من العلاج وتتراوح من 4 إلى 6 أشهر
ماذا يحدث إذا ترك الدرن من غير علاج ؟
نصف المصابين بدرن الرئة سوف يموتون خلال 5 سنوات
ربع المرضى سوف يشفون ذاتيا بفضل الدفاع القوي من قبل جهاز المناعة
الربع المتبقي يظل مصابا بدرن مزمن ناقل للعدوى
وماذا يحدث إذا تم تناول الأدوية الموصوفة بصورة منتظمة ؟
تكون فرصة الشفاء اكبر من 95 % بإذن الله
*وماذا يحدث لو توقف المصاب عن تناول الأدوية الموصوفة ؟
أولا :سوف يتعذر القضاء على الجراثيم الموجودة في الرئتين ويكون من الأرجح أن يمرض من جديد ، وهنا تفقد الأدوية التي كان يتم تناولها من قبل فاعليتها
ثانيا : قد ينشأ عن ذلك ما يعرف باسم الدرن المقاوم للأدوية والذي يبدأ الانتشار في محيط الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل وهو الأقوى من حيث التأثير والأقل من حيث القابلية للشفاء
وأخيرا لا بد من الإشارة إلى إحدى الطرق الفعالة التي تستخدم في الوقاية من الدرن ألا وهي اللقاح المستخدم في التطعيم والمعروف باسم بي .سي . جي . وهي الأحرف الأولى باللغة الإنجليزية لعصيات كالميت جورين … فهذا اللقاح من النوع الحي الموهن والذي يتم تحضيره من المتفطرات البقرية … ويتم حقنه في الجلد … وجرعته المعتادة هي 0,05 مليلتر للأطفال حديثي الولادة والذين تقل أعمارهم عن 3 شهور .. أما للأكبر سنا فتبلغ الجرعة 0,1 ملليتر
حقائق ثابتة
الدرن داء خطير ولكن يمكن علاجه نفس واحد فقط يحتوي على جرثومة واحدة فقط من جراثيم الدرن يمكن أن يصيب الإنسان بالعدوى مدى الحياة
لا ينتقل الدرن بين الناس عن طريق الحشرات أو الدم أو المياه.-الدرن هو المرض الوحيد الممكن تجنبه بين الأمراض القاتلة للشباب والبالغين في البلدان النامية
تعتبر معالجة الدرن معالجة غير كاملة ودون إشراف جيد أسوأ من عدم المعالجة
العلاج
من المعروف أن مرض الدرن يحتاج للعلاج الطبي لفترة طويلة، بالمقارنة بالأمراض الأخرى، ومن المعروف كذلك أن هذه الفترة تتراوح ما بين تسعة شهور إلى سنتين في بعض الحالات، وتتوقف مدة العلاج ونوعيته حسب حالة المريض، وهذا ما يقرره الطبيب المعالج لكل حالة حسب ظروف مرضها.
وتتراوح الإصابة الدرنية ما بين إصابة بسيطة محددة إلى مرض منتشر مزدوج أي بالرئتين.
وقد يحضر المريض وهو يشكو من بعض المضاعفات مثل النزيف الصدري أو الاسترواح؛ أي وجود هواء بالغشاء البلوري إلى أعراض تسممية مثل الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، أو فقدان الشهية للطعام إلى غير ذلك.
وفي الحالات الحادة للمرض، أو عند وجود مضاعفات، أو إذا كانت الحالة العامة للمريض غير جيدة؛ فلا بد للمريض أن ينتظم علاجه بكل دقة من حيث نوعيات الأدوية وجرعة هذه الأدوية والفترات المحددة لها وكذلك الانتظام في الطعام.
ويعتقد الكثيرون أن مريض الدرن لا بد أن يتناول كميات كبيرة من الطعام، وهذا غير حقيقي، فالمطلوب أن يتناول الكميات العادية التي تتناسب سنه ووزنه ونوعه مع توافر المقومات الطبيعية للطعام من بروتينيات ومواد نشوية وأملاح وفيتامينات ودهون إلى غير ذلك.. لأن المطلوب دائما هو الوصول بالمريض إلى الوزن الطبيعي له. ومفتاح نجاح العلاج في حالات الدرن هو التزام المريض الكامل بالمدة المطلوبة من العلاج من دون تقصير.
وفي حالات الدرن التي يستكمل فيها المريض الفترة الزمنية المحددة لعلاجه مع تحسن حالته العامة فإنه يستطيع الصيام مع أخذ العقاقير الطبية الموصوفة له إما في جرعة واحدة أو جرعتين ما بين الإفطار والسحور، وخاصة أن عقاقير الدرن يستطيع المريض أن يأخذ الجرعات الخاصة بها إما مرة واحدة أو مرتين.
إرشادات لمرضى الدرن
المدة المثالية لعلاج الدرن هي 6 شهور متواصلة
الطبيب المعالج هو الذي يقرر متى يتوقف العلاج
من الخطر التوقف عن العلاج قبل تمامه حتى وإن تحسنت حالتك
تأكد من وجود كمية مناسبة من الدواء بصفة مستمرة حتى لا تنقطع عن تناوله
الانقطاع المبكر عن تناول العلاج يعرضك للانتكاس
تناول الدواء والمعدة خالية ثم اشرب كمية كبيرة من المياه والعصائر
استشر الطبيب عند استعمال أدوية تتعارض مع علاج الدرن
بادر بتطعيم طفلك ضد الدرن
تهوية الغرف الجيدة والتعرض للشمس يمنع انتقال العدوى
النظافة الشخصية ونظافة الملبس والمسكن تقي المرء من العدوى
احرص على تغطية الفم عند العطس أو السعال
عند تغير عنوانك تجب إبلاغ المركز والمعالجين لك بذلك
الحمى التيفودية
(حمى المصارين ) مأخوذة من إصابتها للأمعاء وهى متوطنة فى مصر وتكثر أعدادها فى فصل الصيف لانتشار الذباب ومصادر العدوى هى المرضى وحاملو الميكروب، وتنتقل العدوى عن طريق الغذاء أو الشراب الملوث بميكروب السالمونيلا.
وينتج المرض نتيجة العدوى ببكتريا السالمونيلا وهى إحدى أنواع البكتريسيا المعوية وهى تشمل حوالى 1900 نوع أربعة فقط منها تصيب الإنسان وهى سالمونيلا التيفود والباراتيفويد (أ) و (ب) و (ج) ويسبب سالمونيلا التيفود حوالى ثلاثة أرباع حالات حمى المصارين فى مصر بينما يسبب سالمونيلا الباراتيفويد (أ) و (ب) و (ج) الربع الباقى من الحالات ويعتبر سالمونيلا الباراتيفويد أكثر أنواع الباراتيفويد انتشارًا فى مصر.وميكروب السالمونيلا هو ميكروب عضوى سالب الجرام ويتحرك عن طريق وجود أهداب.
وعند الإصابة بحمى الأمعاء يتكون بالجسم أجسام مضادة لميكروب السالمونيلا ويوجد ثلاثة أنواع من هذه الأجسام المضادة:
- الجسم المضاد (و) وهو مشترك فى جميع الأنواع .
- الجسم المضاد (هـ) وهو مميز لكل نوع على حدة .
- الجسم المضاد (في آي) وهو مميز لدرجة شدة الميكروب .
وتقدر درجة هذه الأجسام المضادة باختيار القيدال.
وبعد دخول ميكروب السالمونيلا جسم الإنسان عن طريق الفم يصل الميكروب إلى الغدد والتجمعات الليمفاوية ويحدث تكاثرًا فى الخلايا الشبكية وبعد فترة يصل الميكروب إلى الدم ومنه إلى جميع أجزاء الجسم محدثًا تغييرات باثولوجية فى معظم أعضاء الجسم ولكن التغييرات الأساسية تحدث فى الأمعاء الدقيقة وخصوصًا فى التجمعات الليمفاوية فى الأمعاء المعروفة باسم لطخ باير وقد تحدث نادرًا فى الأمعاء الغليظة فى التجمعات الليمفاوية المعروفة باسم العقد الفردية ويلاحظ حدوث تورم أولاً فى لطخ باير والعقد الفرديةيعقبه حدوث تنكرز ينتج عنه ثرح بالأمعاء وترجع أهمية هذه القرح التيفودية فى الأمعاء إلى أن مضاعفاتها حدوث نزيف معوى أو إلتهاب بريتونى وأحدهما أو كلاهما قد يوديان بحياة مريض حمى الأمعاء.
وقد يتضخم الطحال أو الكبد أو كلاهما وقد يحدث احتقان فى القلب والكليتين.
ويوجد ثلاث صور إكلينيكية لحمى المصارين فى مصر:
1- النزلة المعوية الحادة بالسالمونيلا .
2 - الحمى التيفودية الحادة .
3 - الحمى التيفودية المزمنة وهى نوعان :
أ- الحمى التيفودية المزمنة المضاعفة للبلهارسيا البولية .
ب- الحمى التيفودية المزمنة المضاعفة للبلهارسيا المستقيم .
1- الحمى المعوية الحادة بالسالمونيلا:
تتراوح مدة حضانة المرض من بضع ساعات إلى 72 ساعة بعد تناول الغذاء أو الشراب الملوث بالسالمونيلا،
وأهم أعراض المرض حدوث ارتفاع فى درجة الحرارة وغثيان واضطراب بالبطن مع حدوث نوبات متكررة من الإسهال قد تؤدى إلى الجفاف وهبوط فى الدورة الدموية وعادة يشفى المريض بعد أيام قليلة. ويتم تشخيص المرض عن طريق عمل مزارع الدم والبراز للسالمونيلا وغالبًا ما يظهر صورة الدم وجود زيادة فى كرات الدم البيضاء الكلية.
2- الحمى التيفودية الحادة:
تتراوح مدة حضانة المرض من 10 - 15 يوما وأهم أعراض المرض:
- ارتفاع متدرج فى درجة الحرارة ويلاحظ أن درجة الحرارة مساء أعلى منها صباحا .
- صداع محتمل فى جبهة الرأس .
- فقد الشهية للأكل وميل للقيء واضطراب بالبطن وقد يشكو المريض من حدوث إسهال أو إمساك ولكن معظم الحالات يكون التبرز طبيعيا .
- كحة جافة فى حوالى نصف الحالات .
- آلام بالزور فى حوالى ثلث الحالات .
- رعاف أي نزيف من الأنف بسيط نادر الحدوث حوالى 5% من الحالات . وأهم علامات المرض:
- النظرة التسممية للمريض وتبدو واضحة فى وجه المريض نتيجة تأثير السالمونيلا على الجسم .
- وجود غشاء أبيض على سطح اللسان .
- احتقان فى الزور فى حوالى 20% من الحالات .
- علامات النزلة الشعبية فى حوالى ثلث الحالات .
- وجود انتفاخ وتطبل بالبطن وقد يوجد قرقعة وألم فى الجبهة اليمنى السفلى من البطن
- وجود طفح جلدى على هيئة نقط وردية فى حجم حبة العدس فى منطقتى البطن والصدر وهو نادر الحدوث فى الوقت الحاضر .
- ومن الشائع عند عدد كبير من الناس أن حمى الباراتيفويد أخف وطأة من الحمى التيفودية ولكن الواقع أن هذا غير صحيح فهناك حالات حمى تيفودية خفيفة وحالات حمى باراتيفودية شديدة والصورة الإكلينيكية للتيفود والباراتيفويد متشابهة إلى حد كبير ولا يمكن التفرقة بينهما إلا بمزارع الدم.
ويتم تشخيص الحمى التيفودية على الأسس التالية:
- الصورة الإكلينيكية للمرض بواسطة أخصائى حميات .
- عمل مزرعة دم من المريض لميكروب السلامونيلا وتعتبر مزرعة الدم الطريقة المؤكدة لتشخيص المرض لأنها تظهر الميكروب نفسه .
- عمل صورة دم للمريض التى تظهر نقصا فى كرات الدم البيضاء الكلية وارتفاعا فى الخلايا الليمفاوية واختفاء خلايا الإزينوفيل .
- اختبار تلزن الفيدال الذى يعطى مؤشرا لوجود الأجسام المضادة للسالمونيلا وحيث إنه يوجد نوعان من المناعة فى الحمى التيفودية : نوع فى الدم ويظهر فى اختبار تلزن الفيدال ونوع آخر داخل خلايا الجسم ولا يظهر فى اختبار الفيدال فإن اختبار الفيدال لا يعتبر المؤشر الوحيد لوجود الأجسام المضادة للسالمونيلا .
- وقد تبين من الأبحاث التى جرت فى مصر أن نسبة بسيطة من الأشخاص الأصحاء وجد عندهم اختبار تلزن الفيدال إيجابيًّا نتيجةً لتناولهم كميات قليلة من السالمونيلا فى الأغذية المتداولة بين الباعة الجائلين مما يؤدى إلى وجود أجسام مضادة للسالمونيلا بدون وجود أعراض للمرض.
- ويجب تقييم نتيجة تلزن الفيدال بواسطة أخصائى الحميات حتى لا يتناول المريض عقاقير بدون ضرورة أكيدة. - اختبار ديازو فى البول للكشف السريرى عن الحمى التيفودية : يوضع 5 سم من محلول مركز من حمض السلفانيليك فى 5% محلول مخفف حمض الهيدروكلوريك على 5 سم من بول المريض فى أنبوبة اختبار ويضاف إليها نقطة أو نقطتين من محلول مخفف نصف% من نتريت الصودا ثم تسد الأنبوبة وترج حتى تحدث رغوة فى أعلى الأنبوبة ثم نضع قليلا من محلول النشادر القوى على جدار الأنبوبة وهى مائلة ويعتبر الاختبار إيجابيا إذا كانت الرغوة وردية اللون والبول عنابي ويكون الاختبار سلبيا إذا كانت الرغوة صفراء باهتة والبول برتقاليا غامقا .
وأهم مضاعفات الحمى التيفودية:
أ- النزيف المعوى :
ويحدث فى حوالى 1% من الحالات فى الوقت الحاضر نتيجة لقرح الأمعاء ويحدث عادة من آخر الأسبوع الثانى إلى آخر الأسبوع الرابع وقد يحدث النزيف مرة واحدة أو على مرات متفرقة ويظهر الدم فى البراز قاتما مثل لون الزفت وقد يكون النزيف قليلا وأعراضه بسيطة وقد يكون النزيف كثيرا يصحبه شحوب كبير وانخفاض فى درجة الحرارة وضغط الدم وهبوط حاد فى الدورة الدموية وعرق.
ب- الالتهاب البريتونى :
نتيجة انثقاب الأمعاء ويحدث فى حوالى 1% من الحالات فى الوقت الحاضر ويحدث عادة من آخر الأسبوع الثانى إلى آخر الأسبوع الرابع وعادة يشكو المريض من ألم شديد مفاجئ فوق مكان الانثقاب التيفودى وعند فحص المريض يوجد ألم عند الضغط على مكان الانثقاب مع تصلب فى جدار البطن وبعد ساعات قليلة تظهر أعراض الالتهاب البريتونى العام مع انتفاخ شديد فى البطن وتصلب فى جدار البطن مع ارتفاع شديد فى درجة الحرارة وازدياد فى سرعة نبض المريض وعند الاشتباه فى حدوث التهاب بريتونى يجب عرض المريض على أخصائى الجراحة فورا.
ج- النكسة :
هى عودة المرض مع وجود نفس نوع السالمونيلا التى سبق زراعتها من الدم فى المرض الأصلى ثلاثة أيام على الأقل بعد شفاء المريض.
وتحدث النكسة بعد مدة تتراوح من 5 - 80 يوما والمتوسط 15 يوما بعد شفاء المريض وتحدث نكسات الحمى التيفودية فى حوالى 10% من الحالات وتكون صورتها إكلينيكية إما مشابهة أو أشد من المرض الأصلى.
ولتجنب حدوث النكسة يجب أخذ العلاج تحت إشراف أخصائى الحميات لمدة كافية مع الراحة التامة مدة المرض وأثناء النقاهة.
د- التهاب فى عضلات القلب وهبوط فى الدورة الدموية :
غالبا ما يحدث فى الحالات الشديدة نتيجة لتأثير سميات السالمونيلا وتظهر الأعراض على هيئة تغيرات فى رسم القلب أو هبوط فى الدورة الدموية.
هـ- حاملو الميكروب :
هم الأشخاص الذين يوجد ميكروب السالمونيلا فى البول أو البراز أو كليهما دون أن يشكو من أية أعراض مرضية وأهم نوع هم حاملو الميكروب المزمنون الذين يوجد عندهم ميكروب السالمونيلا بعد اثنى عشر شهرا من المرض حيث إنهم يعتبرون بؤرات لانتشار المرض خصوصا إذا تعاملوا فى توزيع المواد الغذائية.
وعلاج الحمى التيفودية : بعقار الكلورامفنيكول أو الأمبيسلين أو التراي ميثوبريم سلفاميثوكساسول حسب توصية أخصائى الحميات.
وقد ظهرت فى السنوات القليلة الماضية بعض أنواع السالمونيلا غير حساسة للعقارات الثلاثة السابقة ولكنها حساسة لعقار الكينولون وعقار سيفترايكسون التى يجب تعاطيها تحت إشراف أخصائى الحميات.
وللوقاية من المرض :
يعطى الشخص طُعم (ت أ ب) نصف سنتيمتر مكعب تحت الجلد ويكرر بعد أسبوع واحد سنتيمتر مكعب تحت الجلد ويحتوى كل سنتيمتر مكعب من الطعم على ألف مليون ميكروب تيفود و 750 مليون ميكروب باراتيفود أ و750 مليون ميكروب باراتيفود ب مقتولة بالحرارة وأنسب وقت للتطعيم قبل حلول الصيف.
والنظافة الشخصية وغلي اللبن وغسل الخضروات النيئة وتجنب أكل الأغذية من المحلات غير المتوافر فيها الشروط الصحية من العوامل الهامة للوقاية من المرض.
************
3- الحمى التيفودية المزمنة:
تتوطن البلهارسيا فى أربعة وسبعين بلدا ناميا وهناك حوالى 200 مليون من المرضى المصابين بالبلهارسيا فى العالم وكذلك فإن هناك حوالى 600 مليون من الناس معرضون للإصابة بالبلهارسيا خصوصا الذين يقومون بأعمال يومية ترتبط بالماء مثل الفلاحة والغسيل والاستحمام وصيد السمك حيث إن البلهارسيا والماء العذب لا ينفصل أحدهما عن الآخر.
وتصيب البلهارسيا الملايين من أبناء ريف مصر وحجم مشكلة البلهارسيا المعلن عنها أقل بكثير من الواقع حيث إن أعراض المرض فى مراحله الأولى بسيطة وغير مزعجة للمرضى إلى أن تظهر مضاعفات المرض التى تصيب تقريبا جميع أجزاء الجسم بما فيها الجهاز البولى والهضمى والدورى والنفسى والعصبى والجلدى والتناسلى والغدد الصماء.
ويوجد نوعان من البلهارسيا فى مصر:
أ- البلهارسيا البولية :
التى تصيب أساسا الجهاز البولى ويشكو المريض من حرقان فى البول وزيادة فى عدد مرات التبول ووجود دمٍ أحمرَ قانٍ فى نهاية التبول وتتفاوت مضاعفات البلهارسيا البولية من التهاب المثانة وضيق وتليف الحالبين وحصوات الحوالب والمثانة والكلى والتهابات الكلى والفشل الكُلوى المزمن إلى سرطان المثانة.
ب- البلهارسيا المعوية :
التى تصيب أساسا الجهاز اله ضمى ويشكو المريض من دوسنطاريا حادة أو مزمنة أو نزول دم من الشرج وتتفاوت مضاعفات البلهارسيا المعوية من حدوث نزيف من دوالى المريء قد يودي بحياة المريض، واستسقاء بالبطن يجعل المريض غير قادر على العمل وهبوط فى وظائف الكبد قد يؤدى إلى الفشل الكبدى إلى سرطان الكبد والطحال.
وعند إصابة مريض البلهارسيا بالحمى التيفودية فإن الحمى التيفودية قد تأخذ شكلا مزمنا ويوجد نوعان من الحمى التيفودية المزمنة.
أ- الحمى التيفودية المزمنة المضاعفة للبلهارسيا البولية.
ب- الحمى التيفودية المزمنة المضاعفة للبلهارسيا المعوية.
أولا:
الحمى التيفودية المزمنة المضاعفة للبلهارسيا البولية
وتشابه أعراض هذا المرض أعراض مرض التهاب مجرى البول ويشكو المريض غالبا من ارتفاع فى درجة الحرارة مساءً بينما تكون درجة الحرارة الطبيعية غالبا فى الصباح ورعشة وآلام بالجسم وحرقان أثناء التبول واضطراب بالبطن وأهم علامات المرض وجود تضخم بالكبد والطحال، ويتكرر حدوث نوبات ارتفاع درجة الحرارة التى تستغرق كل منها عدة أيام وعادة يتناول المريض خلالها أنواعا مختلفة من المضادات الحيوية ويتراوح مدد ارتفاع درجة الحرارة من 1 - 24 شهرا.
ويتم تشخيص الحمى التيفودية عن طريق مزارع الدم والبول أثناء ارتفاع درجة الحرارة والتى عادة ما تكون سالمونيلا الباراتيفويد أ 4 مرات ثدر سالمونيلا التيفود .
وغالبا ما يكون اختبار تلزن الفيدال إيجابيا فى حوالى ثلث الحالات فقط بينما يكون عد الدم الكلى الأبيض فى حدود الطبيعى أو زيادة عن الطبيعى.
ويتم تشخيص البلهارسيا عن طريق فحص البول لبويضات البلهارسيا البولية وعن طريق عمل أشعة على المجارى البولية.
ولضمان شفاء المريض يجب البدء بعلاج الحمى التيفودية ثم علاج البلهارسيا البولية ضمانا لعدم تكرار الإصابة بالحمى التيفودية نتيجة لوجود البؤر البلهاريسية بمجرى البول.
ثانيا :
الحمى التيفودية المزمنة المضاعفة للبلهارسيا المعوية
وتشابه أعراض هذا المرض أعراض مرض الكالا آزار الناتج عن طفيل الليشمانيا وغالبا يشكو المريض من ارتفاع فى درجة الحرارة ورعشة وصداع ونزيف من الأنف وكحة وفقدان الشهية للأكل وغثيان أو قيء وآلام بالبطن وإسهال ودوسنطاريا وأهم علامات المرض وجود حرارة متواصلة أو مترددة والنظرة التسممية ونزيف تحت الجلد واصفرار بالعين وتضخم فى الغدد الليمفاوية ونزلة شعبية وآلام بالبطن واستسقاء فى الكبد والطحال وتتراوح مدة المرض من 1 - 24 شهرا.
ويتم تشخيص الحمى التيفودية عن طريق مزارع الدم أثناء ارتفاع درجة الحرارة والتى عادة ما تظهر سالمونيلا التيفود 3 مرات قدر سالمونيلا الباراتيفويد أ .
وغالبا ما يكون اختبار تلزن الفيدال إيجابيا فى حوالى نصف الحالات فقط بينما يكون عد الدم الكلى الأبيض فى حدود الطبيعى أو زيادة عن الطبيعى.
ويتم تشخيص البلهارسيا عن طريق فحص البراز لبويضات البلهارسيا المعوية وفحص عينة من غشاء المستقيم لبويضات البلهارسيا المعوية. ولضمان شفاء المريض يجب البدء بعلاج الحمى التيفودية ثم علاج البلهارسيا المعوية.
الجذام
كان الجذام منتشرا انتشارا واسعا فى العالم خاصة فى الدول الفقيرة وفى الطبقات المطحونة من الدول الغنية وتدل نصوص التوراة والإنجيل والقرآن على وجود ذلك المرض منذ الأزل وانتشاره، وقد أدى ارتفاع مستوى المعيشة والرعاية الصحية إلى اختفاء الجذام من الدول المتقدمة إلا أنه لا يزال يمثل مشكلة صحية فى كثير من دول العالم النامى مثل الهند وإثيوبيا واليمن وجنوب الصين ولا تخلو مصر من وجود بعض الحالات خاصة فى محافظات الصعيد.
والجذام مرض معد تسببه ميكروبات عصوية تسمى عصيات هانسن أو عصيات الجذام وليست كل أنواع الجذام معدية. وتعتبر الحالات التى يحتوى جلد المريض أو إفرازاته المخاطية فيها على كمية كبيرة من عصيات الجذام مصدرا للعدوى ويحتاج انتقال العدوى من المريض إلى السليم إلى مدة طويلة يبقى فيها الشخص قريبا من مصدر العدوى وهناك من الأبحاث والملاحظات ما يدل على أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى وإذا ظهر المرض فى سنوات البلوغ فيكون قد اكتسب أصلا أثناء سنوات الطفولة وبقى كامنا حتى ظهوره بصورة واضحة فى الكبر وقد لوحظ أنه إذا كان أحد الزوجين مصابا بجذام من النوع المعدى فإن فرصة انتقاله لشريك الحياة لا تزيد على 5% فى حين أنه إذا كان أحد الأبوين مصابا بجذام معد تكون فرصة إصابة الأبناء كبيرة مما يؤكد أن الأطفال أكثر عرضة لالتقاط المرض بالمقارنة بالبالغين.
ولا يظهر الجذام على كل من يتعرض للعدوى فإذا أصيب شخص بالميكروب فهناك عدة احتمالات، تبعا لمقاومة الجسم، فإما أن تتغلب مقاومة الجسم على الميكروب وفى تلك الحالة لا تظهر أعراض المرض وإما أن تكون المقاومة ضعيفة فتبدأ الأعراض فى الظهور بعد فترة حضانة تمتد إلى سنوات عديدة أي خمس سنوات فى المتوسط ويستمر المرض فى الانتشار فيصيب الجلد والأعصاب والأعضاء الداخلية ويسبب تشوهات بالأطراف وفقدان البصر والأنيميا والعقم وتضخم الكبد وينتهى بإنسان محطم مشوه تتدهور حالته حتى الوفاة أما إذا كانت درجة مقاومة المريض متوسطة فإن الإصابة تتركز فى الجلد والأعصاب الطرفية بجانب إصابة بعض الأعصاب الطرفية مما يؤدى إلى فقدان الإحساس وشلل جزئى بالعضلات فى المناطق التى تغذيها تلك الأعصاب
وقد قسمت حالات الإصابة بميكروب الجذام تبعا لدرجة مقاومة المريض إلى:
- الجذام الجذمومى :
ويصيب المرضى ذوي المناعة الضعيفة وهو أخطر الأنواع ويتميز بظهور عقد ودرنات منتشرة على الجلد وإذا كانت الإصابة شديدة فإن وجه المريض يصبح شبيها بسحنة الأسد - وفي الحديث النبوى الشريف: فر من المجذوم فرارك من الأسد. ويصيب هذا النوع - بالإضافة إلى الجلد - الأعصاب والكبد والطحال ونخاع العظم والعينين والخصيتين وتحتوى المناطق المصابة بالجلد والأغشية المخاطية على كميات كبيرة من ميكروب الجذام وبالتالى يعتبر الجذام الجذمومى مصدرا أساسيا للعدوى وإذا لم يعالج هذا النوع فإن حالة المريض تستمر فى التدهور وتظهر عليه المضاعفات الخطيرة للمرض مثل :
فقدان البصر والأنيميا ونقص المناعة والعقم وتدهور وظائف الكبد والكلى وينتهى الأمر بالوفاة .
- الجذام الدرنى :
ويصيب ذوى المناعة المتوسطة ويعتبر نوعا حميدا نسبيا حيث تتركز الإصابة فى الجلد والأعصاب ولا يصيب الأعضاء الداخلية وقد تؤدى إصابة الأعصاب الطرفية إلى مضاعفات مثل فقدان الإحساس فى بعض مساحات من الجلد أو شلل فى عضلات اليد أو القدم إلا أنه لا يؤدى إلى الوفاة ولا يعتبر الجذام الدرنى معديا حيث لا يحتوى الجلد أو الأغشية المخاطية على ميكروب الجذام .
- حالات البين بين :
وتصيب الأشخاص ذوى المناعة غير المستقرة أو المناعة المتوسطة بين النوعين سالفى الذكر وفى هذه اللحظة تظهر بعض الأعراض المشتركة بين النوعين السابقين وتميل تلك الحالات إن لم تعالج إلى التدهور ببطء حتى تنتهى إلى الجذام الجذمومى آخر المطاف .
- وقد يحدث ما يعرف بالتفاعل الجذامى فى أى من الأنواع الثلاثة ويتميز التفاعل الجذامى بأعراض حادة مع ارتفاع فى درجة الحرارة وإعياء وآلام بالجسم وتدهور سريع فى حالة المريض وقد يحدث التفاعل الجذامى أثناء العلاج أو بعد الإصابة ببعض الأمراض الأخرى أو تناول بعض العقاقير وقد ينشأ بدون سبب معلوم ويعتبر التفاعل الجذامى عرضا مهددا لحياة المريض إن لم يعالج فورا.
تشخيص المرض:
يعتمد التشخيص على الأعراض الجلدية ويؤكد التشخيص بأخذ عينة من الجلد لكل من الفحص الباثولوجى والبكتريولوجى واختبار اللبرومين وتساعد تلك الفحوص أيضا على تصنيف المرض إلى جذام جذمومى أو درنى أو بين بين حيث يعتمد العلاج على نوع خاص.
العلاج:
تمكن العلماء فى السنوات العشرين الأخيرة من اكتشاف عقاقير فعالة فى السيطرة على الجذام وقد أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام أكثر من دواء فى وقت واحد منعا لحدوث سلالات مقاومة من الميكروب.
والعقاقير المستخدمة حاليا هى الريفامبيسين والدابسون والكلوفازيمين وهى تعطى مجتمعة بنظام معين لمدة سنتين فى حالات الجذام الجذمومى ولمدة ستة أشهر فى حالات الجذام الدرنى وقد أدى استعمال ذلك النظام إلى السيطرة على المرض فى معظم الحالات ومن المأمول أن تقضي البشرية على ذلك المرض الخطير فى القريب العاجل ان شاء الله إذا تضافرت جهود الأجهزة الصحية والأجهزة الشعبية.
ولا يمكن أن نغفل أهمية الجانب الاجتماعى فى علاج تلك الحالات كما لا يمكن إغفال دور التأهيل فى الحالات التى أصابتها المضاعفات
انتهت الموسوعة بأذن الله